روى الدارمي عن ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه- قال: (تعلموا العلم قبل أن يقبض وقبضه أن يذهب أهله) أي أن يموت أهله فلا تجدونه (ألا وإياكم والتنطع والتعمق والبدع وعليكم بالعتيق) الإنسان لا ينبغي أن ينقر فيما ليس وراءه طائل لا ينبغي للإنسان أن يبحث في المسائل النظرية التي لا يترتب عليها علم ولا عمل ولا اعتقاد ولا شيء من ذلك بل عليه أن يبحث عما يصلح له وأن يجمع قبله على الذي يستفيده لكن أن يضيع وقته في ذلك فهذا لا يجوز وإذا أراد أن يأخذ فعليه بالعتيق. والعتيق: ما كان عليه السلف -رضي الله تعالى عنهم جميعاً- روى بن عبد البر في كتابه القيم جداً جامع بيان العلم وفضله أن عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- قال: (من كان منكم متأسياً فليتأس بأصحاب محمد -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً وأقومها هدياً وأحسنها حالاً قوماً اخترهم الله- تعالى- لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم فإنهم كانوا على الهدي المستقيم) إذن: اتباع السلف الصالح -رضي الله تعالى عنهم جميعاً-.
النهي عن المراء والجدال:
قال الإمام بن أبي زيد- عليه رحمة الله-: (وترك المراء والجدال في الدين وترك ما أحدثه المحدثون) أي: المبتدعون. المراء: المخالفة والتأبي عند الحوار عندما يتحاور اثنان أو يتناقض اثنان كل منهما يخالف الآخر يتأبى عليه لا يريد أن يلين له أو ينزل على كلامه وقد يصاحب المراء الشك قال الله- تبارك وتعالى-: ?أَلاَ إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ? [الشورى: 18] وقال- تعالى-: ?فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ? [البقرة: 147] الجدال هي شدة المخاصمة في الكلام والمجادل غالباً لا يكون معه دليل والمجادل يقصد من جداله إفحام المتحدث أو الغلبة عليه هذا هو الجدال الذي نهى الله- تبارك وتعالى- عنه.