الصفحة 341 من 3881

مسائل الشريعة فتكلم فيها عن الصلاة وعن الزكاة وعن الحج وعن الجنائز وعن الرمي وعن التجارة وتكلم فيها أيضاً عن الحدود وعن الربا كما تكلم فيها أيضاً عن الآداب والسلوك كآداب التثاؤب ودخول الخلاء ونحو ذلك، وهذه الرسالة حوت نحواً من أربعة آلاف مسألة.

وقد اخترنا هذه الرسالة لعدة أسباب: السبب الأول أن الإمام القيرواني من المتقدمين فهو من علماء القرن الرابع الهجري ولد سنة 310هـ وتوفي سنة 386هـ عليه رحمة الله.

الأمر الثاني: أن هذه الرسالة رسالة مختصرة نافعة تلقاها العلماء بالقبول، فما زال العلماء في بلاد المشرق وبلاد المغرب - ويقصد ببلاد المغرب بلاد الأندلس والمغرب الكبير- ما زال العلماء يتلقون هذه الرسالة بالقبول ويشرحونها ومنهم من نظمها ومنهم من شرح هذا النظم، وهناك أكثر من ثلاثة وخمسين شرحاً لهذه الرسالة.

الأمر الثاني: أن هذا الإمام القيرواني كان على طريقة السلف، يقول عنه الإمام الذهبي -رحمه الله تعالى-"كان على طريقة السلف في الأصول"والمقصود بالأصول أي مسائل الاعتقاد لا يقصد بالأصول هنا أصول الفقه ولكن يقصد بالأصول هنا مسائل الاعتقاد.

الأمر الثالث: أن العصر الذي كان يعيش فيه إمامنا القيرواني كان شبيهاً بالعصر الذي نعيش فيه نحن هذه الأيام، كان القيرواني يعيش في الأندلس في عصر الخلافة الراشدة فإن الخلافة الراشدة كانت موجودة في بلاد الأندلس واستمرت هذه الخلافة الأموية نحواً من مائتي سنة ولم ينكسر ظل الإسلام في بلاد الأندلس إلا في سنة 1493هـ بسقوط طليطلة وغرناطة بأيدي الفرنجة ، الإمام القيرواني- كما قلت - كان عصره شبيهاً بهذا العصر الذي نعيش فيه كانت الفرنجة تتربص بديار الإسلام لا سيما بلاد الأندلس، فكان الجرمان يتربصون ببلاد الأندلس ويشنون الغارات على بلاد الأندلس.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام