أولاً: لم يستسقِ بعبد الله بن عباس وإنما بالعباس، والد عبد الله والقصة معروفة لما حصل الجدب في زمانه قال: (اللهم إنا كنا نستسقي بنبينا فتسقينا والآن نستسقي بعم نبينا فأسقنا، قم يا العباس فادع الله لن) والحديث واضح (نستسقي بنبين) أي: نطلب منه الدعاء فكانوا يطلبون منه -عليه الصلاة والسلام- أن يدعو لهم في حياته، فيمد يديه ويدعو وهم يأمنون، هذا هو الاستسقاء المراد، ولما مات لم يفعلوا ذلك؛ لأنه مات، ولا يطلب منه الدعاء ولا يطلب منه الاستغفار، وكنت ذكرت قول النبي -عليه الصلاة والسلام- لعائشة وفي صحيح البخاري قال لها: (إن كان ذاكِ وأنا حي استغفرت لكِ) فلا يطلب منه، لا يطلب منه أن يستسقي ولا يطلب منه أن يستغفر وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة) .
ولهذا في زمن عمر استسقوا بالعباس، ومعنى استسقوا بالعباس أي: طلبوا منه الدعاء، ولهذا يقرأ بقية الكلام، قال: (قم يا العباس ادعو الله لن) فقام العباس ومد يديه ودعا وأمن الصحابة، فهذا المراد ولا إشكال فيه.
الأخ الكريم يقول: لدي مداخلة وسؤال: المداخلة أشكر الشيخ ناصر عبد الرزاق جزاه الله خيراً على هذه الشروح، وأنا أعلم أنه تحمل المشاق وتكبد السفر من أجل بث العلم، وقد قال الإمام المبارك -رحمه الله تعالى-: «لا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم» وأأكد على مسيس الحاجة إلى إدراك كتاب التوحيد وخطأ قول بعض الناس: التوحيد عرفناه. والحاجة ماسة إلى قراءة كتاب التوحيد مرة بعد أخرى، وقد ذكر شيخنا -حفظه الله- عبد الرزاق في أوائل الدروس بعض القصص على متن كتاب التوحيد، وأذكر قصة أنني رأيت رجلاً من اليمن في المسجد في آخر رمضان الماضي يقول: أتيت المدينة فوقعت بالصدفة على كتاب التوحيد فلما قرأته يقول: اكتشفت أنا كنا نعبد النبي -صلى الله عليه وسلم- تأملوا نفع كتاب التوحيد للناس.