والذي أود أن أؤكد عليه دون الدخول في تقصيلات للفرق بين اسم الرحمن والرحيم، الذي أود أن أؤكد عليه أن الاسمين الجليلين يثبتان صفة الرحمة لله -تبارك وتعالى- ونحن نثبت لله جلّ وعلا ما أثبته لذاته من الأسماء الحسنى، والصفات العلى، وما أثبته له أعرف الخلق به عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ونؤمن بهذه الأسماء والصفات من غير تحريف لألفاظها، ومن غير تحريف لمعانيها، ومن غير تعطيل، أو تشبيه، أو تمثيل .
قال الله جلّ وعلا ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ? [ الشورى: 11] الله أثبت لنفسه صفة الرحمة، فالمثبت له صفة الرحمة بما يليق بجلاله وكماله، أثبت لنفسه صفة الغضب، أثبت لنفسه صفة التعجب، أثبت لنفسه صفة النزول، إلى آخر الصفات الجليلة الكريمة، فنحن نؤمن بهذه الأسماء، ونؤمن بهذه الصفات دون أي تعطيل، لا للاسم، ولا للصفة، قال -جلّ وعلا:- ? لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ? [ الأنعام:103] .
قال -جلّ وعلا:- ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ? [الشورى: 11]
قال -جلّ وعلا:- ? قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ? [الاخلاص:1] أحد في ذاته، أحد في صفاته، أحد في أسمائه، أحد في أفعاله، لا ند له، ولا والد له، ولا ولد له، ولا كُفُأ له، ولا شبيه له، ولا زوج له، ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ? فالاسمان الجليلان يثبتان صفة الرحمة لله -تبارك وتعالى- وهي من أعظم وأجل صفات الله -جلّ وعلا- قال -تعالى:- ? قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ? [الزمر:53] .