الصفحة 2276 من 3881

ومن وجهة أخرى إذا نظرت إليهم بعين القَدَرِ والحيرة مستولية عليهم والشيطان مستحوذ عليهم؛ رحمتهم ورفقت بهم، ورفقت عليهم، وأوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء، وأعطوا فهوما وما أعطوا علوما، وأعطوا سمعا وأبصارا وأفئدة ? فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ ولَا أَبْصَارُهُمْ ولَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ? الأحقاف: 26].)

يقول الشيخ في نهاية هذا الكلام: هؤلاء المتكلمون الموقف منهم إن نظرت إليهم بعين الشرع؛ رأيت أنهم مستحقون أن يؤخذ على أيديهم وأن يؤدبوا، وأن يصدق عليهم قول الإمام الشافعي: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في القبائل والعشائر، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام، يؤدبوا. هذا النظر إليهم بعين الشرع.

يقول: (وأما إذا نظرت إليهم بعين القدر) ؛ بمعنى أن الله -عز وجل- كتب عليهم هذا، وهذا أمر مقدر عليهم؛ (رحمتهم وترفقت بهم) .

إن نظرت إليهم بعين الشرع؛ قلت: لا بد أن يؤخذ على أيديهم، وإن نظرت إليهم بعين القدر؛ رحمته وترفقت بهم.

(أوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء) : الله -عز وجل- أعطاهم ذكاء، وهذه حقيقة نعترف بها، ومن يقرأ في كتبهم ويسمع كلامهم وينظر في مناظرتهم؛ يعتقد جازما أنهم من أذكياء العالم. لكن ما فائدة هذا الذكاء إذا لم يقيد بالزكاء والتقى؟!

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام