الصفحة 1075 من 3881

قال الإمام ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله تعالى-:(الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

فإنه لما كان علم أصول الدين أشرف العلوم، إذ شرف العلم بشرف المعلوم، وهو الفقه الأكبر بالنسبة إلى فقه الفروع، ولهذا سمى الإمام أبو حنيفة -رحمة الله عليه- ما قاله وجمعه في أوراق من أصول الدين: الفقه الأكبر، وحاجة العبادة إليه فوق كل حاجة، وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة؛ لأنه لا حياة للقلوب ولا نعيم ولا طمأنينة إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها بأسمائه وصفاته وأفعاله، ويكون مع ذلك كله أحب إليها مما سواه، ويكون سعيها فيما يقربها إليه دون غيره من سائر خلقه).

المسألة الأولى: أهمية العقيدة:

المقدمة التي استمعنا إليها تشير إلى أهمية العقيدة، والشارح -رحمه الله- تحدث عن أمرين في بيان أهمية العقيدة:

الأمر الأول: أن علم العقيدة أشرف العلوم، أشرف العلوم على الإطلاق علم العقيدة، لم؟ عَلَّلَ ذلك وبينه بقوله قال: (إذ شرف العلم بشرف معلومه) والمقصود أن علم التوحيد موضوعه هو معرفة الله -سبحانه وتعالى-، والتعرف على الله بأسمائه وصفاته وأفعال، وما يُلحق بذلك من التعرف على الأنبياء والرسل واليوم الآخر، هذه الموضوعات لا شك أنها أجل العلوم؛ ولهذا نجد أن الإمام أبا حنيفة النعمان لما كتب في العقيدة سمى ما كتبه في العقيدة:"الفقه الأكبر"فهو ليس فقهًا فحسب بل هو الفقه الأكبر، هذا الأمر الأول.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام