(ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به أو غلبهم بسيفه حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين) أو نحن ذلك سمي أميرا، سمي سلطانا، سمي ملكا، سمي رئيسا فلابد من طاعته ويجب، ولا يجوز المخالفة له، ولا يجوز الخروج عليه؛ لأن الخروج فيه شق عصا الطاعة على المسلمين عمومًا، والوالي هو رأسهم.
قال -رحمه الله تعالى-:(ومن السنة هجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين، وترك النظر في كتب المبتدعة والإصغاء إلى كلامهم، وكل محدثة في الدين بدعة، وكل متسمٍ بغير الإسلام والسنة مبتدع كالرافضة والجهمية والخوارج والقدرية والمرجئة والمعتزلة والكرامية والكلابية ونظائرهم، فهذه فرق الضلال وطوائف البدع أعاذنا الله منها.
وأما النسبة إلى إمام في فروع الدين كالطوائف الأربع فليس بمذموم، فإن الاختلاف في الفروع رحمة، والمختلفون فيه محمودون في اختلافهم، مثابون في اجتهادهم، واختلافهم رحمة واسعة، واتفاقهم حجة قاطعة، نسأل الله أن يعصمنا من البدع والفتنة، ويحيينا على الإسلام والسنة، ويجعلنا ممن يتبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحياة، ويحشرنا في زمرته بعد الممات، برحمته وفضله آمين).
أحسنت وبارك الله فيك، هذا ختام الكتاب، موضوع الموقف من أهل البدع الحقيقة موضوع طويل، الشيخ أشار هنا إلى المجملات، إلى قواعد عامة، هذه القواعد هي الأصل لكن قد تستثنى في بعض الظروف، في بعض الأحوال، هذا ما أحب أن أنبه إليه، بمعنى أن الأصل من السنة هجران أهل البدع لماذا؟ لأن أهل البدع يحملون أمراضا بدعية تحرف المسلم عن السنة، فالهجران هنا بمعنى حماية المسلم من غوائل الانحراف والضلالة، وحماية عموم المسلمين من الفرقة، الفرقة في الدين كارثة، ولذلك تجدون الآن أكثر كارثة على الأمة فيما تعانيه اليوم من المصائب الكبرى التي فيها مما وقعت فيه الأمة من الذل والهوان حينما تسلط عليها العدو كان أكبر نكاية على الأمة حرب بعضها بعض.