الصفحة 8 من 141

المبحث الأول

معنى المثل الأعلى

المَثَل، والِمثْل، يستعمل حقيقة في ثلاثة معان:

الأول: الشبيه والنظير، يقال: هذا مثل هذا، أي نظيره، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَاتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [البقرة: 118] . أي أن قول مشركي العرب نظير وشبيه قول من قبلهم من اليهود والنصارى في العتو والمكابرة [1] .

الثاني: المثل المضروب، وهو القول السائر الممثل مضربه بمورده غالبا، أي أن ما ضرب فيه ثانيا جعل مثلا لما ورد فيه أولا [2] .

الثالث: الصفة، كقوله تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} [الرعد: 35] ، أي صفة الجنة التي وعد المتقون، وقوله: {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ} [الفتح: 29] ، أي صفتهم في التوراة والإنجيل [3] .

(1) انظر: تفسير ابن كثير 1/ 161، 162.

(2) انظر: الكشاف للزمخشري بحاشيته 1/ 195، روح المعاني للآلوسي 1/ 163.

(3) انظر: تفسير القرطبي 9/ 324، 16/ 236.

وانظر في معاني المثل لغة: معجم مقاييس اللغة لابن فارس 5/ 296، 297، مختار الصحاح للرازي ص614، القاموس المحيط للفيروز آبادي 4/ 94، 50.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام