من حضره الموت لا من مات وقضى نحبه.
قال ابن القيم عقب إيراد الحديث المتقدم الذكر: (( وهذا يحتمل أن يراد به قراءتها على المحتضر عند موته مثل قوله (( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) )ويحتمل أن يراد به القراءة عند القبر.
والأول أظهر لوجوه:
الأول: أنه نظير قوله (( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) ).
والثاني: انتفاع المحتضر بهذه السورة، لما فيها من التوحيد والمعاد والبشرى بالجنة لأهل التوحيد وغبطة من مات بقوله: {يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} [1] فتستبشر الروح بذلك فتحب لقاء الله ويحب الله لقاءها، فإن هذه السورة قلب القرآن ولها خاصية عجيبة في قراءتها عند المحتضر، وقد ذكر أبو الفرج ابن الجوزي قال: كنا عند شيخنا أبي الوقت عبد الأول وهو في السياق، وكان آخر عهدنا به أنه نظر إلى السماء وضحك وقال: يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين، وقضى.
الثالث: أن هذا علم الناس وعادتهم قديماً وحديثاً يقرؤون (( يس ) )عند المحتضر.
(1) يس: 26، 27.