فهرس الكتاب
الصفحة 198 من 777

المبحث الثاني

نواقض توحيد الألوهية والقوادح فيه

توحيد الألوهية هو أن يعتقد المسلم بأن الله هو المعبود بحق وأن غيره لا يستحق أي شيء من هذه العبادة [1] ، فمن قال قولاً، أو فعل فعلاً، أو اعتقد اعتقاداً يتضمن إنكار هذا الحق لله -عز وجل-، فقد كفر وارتد عن دين الله؛ وقد أشرك في عبادة الله، وإن كان صاحبه يعتقد أنه لا شريك لله في ذاته، ولا في صفاته ولا في أفعاله.

وهو الذي يسمى بالشرك في العبادة، وهو أكثر وأوسع انتشاراً ووقوعاً من الذي قبله- فإن أكثر الناس في الماضي والحاضر يعترفون لله بربوبيته وخلقه ورزقه وتدبيره-، وهو يصدر ممن يعتقد أنه لا إله إلا الله، وأنه لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع إلا الله ... ومعلوم أن العبادة متعلقة باللسان والقلب والجوارح، فالشرك في العبادة أيضاً يكون في هذه الأشياء الثلاثة، فقد يكون الشرك في الأعمال القلبية، وقد يكون بالأعمال والجوارح، وقد يكون بالألفاظ والأقوال، وقد يجتمع بعضها مع بعض [2] .

وقد تحدث الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - عن كثير من الأعمال والأقوال التي تناقض وتنافي توحيد الألوهية، وبين رأيه فيها، ويمكن تقسيم ما ذكره منها إلى قسمين:

(1) ينظر: مذكرة التوحيد (ص 40) .

(2) ينظر في تقسيم هذا النوع من الشرك إلى ثلاثة أقسام: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، لابن القيم (ص 319 - 320) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام