الصفحة 4 من 32

ا_ هو تقدير الله للكائنات حسب ما سبق به علمه، واقتضته حكمته.

ب_ هو علم الله المحيط، وكتابته، ومشيئته وخلقه لكل شيء.

ثانياً: مراتب القدر وأركانه: من خلال ما مضى يتبين لنا أن القدر يقوم على مراتب أربع تسمى أركان القدر أو مراتبه.

وهذه الأركان هي المدخل لفهم باب القدر، ولا يتم الإيمان به إلا بتحقيقها كلها، وهي:

المرتبة الأولى: العلم: وهو الإيمان بأن الله عالم بكل شيء جملةً وتفصيلاً ماضياً ومستقبلاً، سواء كان ذلك مما يتعلق بأفعاله، أو بأفعال عباده، أو بما يجري في الكون؛ فعلمه محيط بما كان، وما سيكون، وما لم يكن لوكان كيف يكون.

كما أنه يعلم خلقه قبل أن يخلقهم، ويعلم أرزاقهم، وآجالهم، وأعمالهم، وجميع حركاتهم وسكناتهم.

والأدلة على هذا المرتبة كثيرة جداً، قال الله _تعالى_: [عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ] سبأ: 3.

المرتبة الثانية: الكتابة: وهي الإيمان بأن الله كتب ما سبق به علمه من مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ.

قال الله _تعالى_: [أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ] الحج: 70.

وروى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص _رضي الله عنهما_ قال سمعت رسول الله"يقول: =كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. +"

وقال": =ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة أو النار، إلا وكتبت شقية أوسعيدة+ رواه مسلم."

المرتبة الثالثة: المشيئة: وهذه المرتبة تقتضي الإيمان بمشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة؛ فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه لا حركة ولا سكون ولا هداية، ولا إضلال إلا بمشيئته.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام