فهرس الكتاب
  • 📄
الصفحة 5 من 220

وهذا الباب من أشرف وأجل أبواب التوحيد لأنه يتعلق بذات الله جل وعلا ومعرفة أسمائه الحسنى وصفتاته العلا معرفة صحيحة صادقة تدحض الشرك والتعطيل والتشبيه والتمثيل والإلحاد والتأويل امتثالاً عملياً لقول الرب القدير"ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون".

والحق أقول: كم ضلت في هذا الباب أفهام ! وكم زلت فيه أقلام وأقدام! والموفق من وفقه الله تعالى للفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

إذ أن سوء الفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام قديماً وحديثاً وما وقع القدرية والمرجئة والخوارج والمعتزلة والروافض وسائر طوائف أهل البدع في القديم والحديث ما وقعوا فيما وقعوا إلا بسوء الفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

لذا نرى الإمام البخاري يترجم في صحيحه في كتاب العلم بابا بعنوان:"باب الفهم في العلم"وفي الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".

ولقد وفق الله أخانا الحبيب الشيخ / أمين - حفظه الله فقدم لنا هذا البستان الماتع في هذا الباب الجليل بعد مقدمة في غاية الأهمية في الأبواب الثلاثة الأولى بأسلوب جميل سهل ثم شرح الأسماء الحسنى بمنهاجية جمعت بين التأصيل العلمي والأسلوب المنهجي والبيان الرقراق الوعظي ، فبدأ بالتأصيل اللغوي والشرعي للاسم ، ثم بالأدلة الشرعية ثم بالآثار الإيمانية لهذا الاسم الكريم فجزاه الله خير الجزاء .

وأسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنه صالح الأعمال وأن يقر أعيننا جميعاً بعودة الأمة إلى التوحيد الخالص بشموله وكماله وأن يرزقنا وإياه الإخلاص في القول والعمل وألا يجعل حظنا من ديننا قولنا وأن يحسن نياتنا وأعمالنا وأن يختم لنا وله ولجميع المسلمين بخاتمة الموحدين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام