القاعدة الخامسة: اعلم أن هذه القضية أعني وجوب معاداة الكافرين وبغضهم أمر لا خيار لنا فيه بل هو من العبادات التي افترضها على المؤمنين كالصلاة وغيرها من فرائض الإسلام وقد تقدمت الآيات الصريحة الدالة على هذا الأمر ، فلا تغتر بمن يزعم أن هذا دين الوهابية أو دين فلان أو فلان بل هذا دين رب العالمين ، وهدي سيد المرسلين .
القاعدة السادسة: أن هذا الأمر من الشرائع التي فرضت على كل الأنبياء والرسل أعني معاداة أعداء الله والبراءة منهم ، فهذا نوح يقول الله له عن ابنه الكافر { إنه ليس من أهلك } ، وهذا ابراهيم يتبرأ هو ومن معه من المؤمنين من أقوامهم وأقرب الناس إليهم بل تبرأ من أبيه فقال { واعتزلكم وما تدعون من دن الله } ، وأصحاب الكهف اعتزلوا قومهم الذين كفروا حفاظاً على دينهم وتوحيدهم قال جل وعلا عنهم: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيء لكم من أمركم مرفقاً } .
القاعدة السابعة: إن قضية الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين مرتبطة بلا إله إلا الله إرتباطاً وثيقاً ، فإن لا إله إلا الله تتضمن ركنين: الأول: النفي وهو نفي العبودية عما سوى الله والكفر بكل ما يعبد من دون الله وهو الذي سماه الله عزوجل الكفر بالطاغوت ، والثاني: الإثبات: وهو إفراد الله بالعبادة والدليل على هذين الركنين قوله تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } ومن الكفر بالطاغوت الكفر بأهله كما جاء في قوله تعالى {كفرنا بكم } وقوله {إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله } إذ لا يتصور كفر من غير كافر ولا شرك من غير مشرك فوجب البراءة من الفعل والفاعل حتى تتحقق كلمة التوحيد كلمة لا إله إلا الله .