الصفحة 349 من 882

وقد قال الله في المزمور الرابع:"يا بني البشر حتى متى أنتم [ثقيلوا] 1 القلوب؟! لماذا تهون الباطل وتتبعون الكذب؟! اغضبوا ولا تأثموا، والذي تهمون به في قلوبكم اندموا عليه في مضاجعكم، اذبحوا الله ذبيحة البر وتوكلوا على الرّبّ"2. فهذا المزمور من مزامير داود يقول: إنه لا حاجة إلى قتل المسيح، / (1/148/أ) إذ كان الندم والتوكل على الرّبّ تعالى فيه مندوحة عن ذلك.

وقال الله تعالى في المزمور الأوّل:"طوبى لمن لم يتبع سبيل المنافقين، ولم يقف في طريق الخاطئين، ولم يجالس المستهزئين، لكن في ناموس الرّبّ يدرس الليل والنهار"3. فقد أخبر الله تعالى على لسان داود عليه السلام أن الاشتغال بأسباب الخير ومفارقة أهل الشّرّ مخلص فلا حاجة إلى الخلاص بقتل المسيح وصلبه.

وقال فولس - خطيب النصارى ومتكلمهم:"أو لا تعلم أن إمهال الله لك إنما هو ليقبل بك إلى التوبة؟"4. فإن كان لا بدّ من قتل المسيح لضرورة خلاصهم فلا معنى لتوبة الله على عبده.

والدليل على أن التوبة ماحية للخطيئة، قول الإنجيل:"إنه لما أُسْلِم المعمداني للقتل خرج يسوع إلى الجليل، وجعل ينادي ويقول: قد كمل الزمان واقتربت ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالبشرى"5.

فقد شهد المسيح عليه السلام في هذا الكلام بأن التوبة تستقل بمحو الآثام فلا حلاجة / (1/148/ب) إلى محوها بأمر آخر.

1 في ص (ثقيلي) لصواب ما أثبته.

2 مزمور 4/2-5.

3 مزمور 1/1، 2.

4 رسالة بولس إلى رومية 2/3-5.

5 مرقس 1/14، 15.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام