يسألونه"1. والدليل عليه من / (1/14/ب) التوراة قول الله لموسى:"اختر سبعين من قومك حتى أفيض عليهم من الروح التي عليك، فيحملوا عنك ثقل هذا الشعب. ففعل موسى فأفاض عليهم من روحه فتنبؤا لساعتهم"2."
وفي التوراة أيضاً في حقّ يوسف الصديق:"يقول الملك: هل رأيتم مثل هذا الفتى الذي روح الله حال فيه"3.
والدليل عليه من نبوة دانيال:"أن روح الله حلت على دانيال"4. وفي التوراة أيضاً:"أن موسى لما توفي امتلأ يوشع خادمه من روح القدس؛ لأن موسى كان قد وضع يده على رأسه"5.
فقد استوت الحال بين المسيح وبين من ذكرنا في تشريفه بهذه الروح، وقد قال الله في الكتاب العزيز في حقّ إخواننا من المسلمين: {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحِ مِنْهُ} . [سورة المجادلة، الآية: 22] . فما أجاب النصارى به عن حلول الروح على هؤلاء فهو جواب لنا عن حلوله على من يَّدعونه.
فإن تجاهلوا وقالوا: الروح الآتي إلى من عدا المسيح هي الملك والعلم والحكمة، والروح الآتي إلى المسيح هي حياة الله.
قلنا لهم: الويل لكم إن كان ما تقولون فقد صار ذاتاً ميتة لا روح / (1/15/أ) فيها، وإذا كان قد صار ذاتاً خالية من الحياة، فكيف يقولون: إنه قال: هذا عبدي وهذا ابني؟ فقد آل ما تدعون إلى نفي ما تدّعون.
1 لوقا 11/13.
2 عدد 11/16-25، في سياق طويل.
3 تكوين 41/38.
4 لم أعثر في فسر دانيال بالنسخة الحالي على النصّ الذي أورده المؤلف ولعل المؤلف يقصد حزقيال فقد ورد في سفر حزقيال 3/23، 24:"أن روح الله حلَّت فيه".
5 تثنية 34/9.