ومن ولايتهم حضور أعيادهم الدينية.
وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشابهتهم فقال: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) [1] .
وقال صلى الله عليه وسلم: (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ) [2] .
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَاخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ فَقَالَ وَمَنِ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ) [3] .
وقال صلى الله عليه وسلم: (خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ وَفِّرُوا اللِّحَى وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ) [4] .
وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ) [5] .
ويدل على تحريم شهود أعيادهم قول تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) .
وقد نقل طائفة من المفسرين - كما في الدر المنثور - عن بعض التابعين مثل مجاهد والضحاك وعكرمة أن المقصود من ذلك أعياد المشركين.
وقال عبد الملك بن حبيب من أصحاب مالك في كلام له: (فلا يعاونون على شيء من عيدهم لأن ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم. وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك وهو قول مالك وغيره) .
وروى الشيخ الأصبهاني بإسناده عن ابن سلام عن عمرو بن مرة قال: ("وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ"؛ لا يماكثون أهل الشرك على شركهم ولا يخالطونهم) .
وقد سئل أبو القاسم عن الركوب في السفن التي تركب فيها النصارى إلى أعيادهم؟ فكره ذلك مخافة نزول السخط عليهم بشركهم الذي اجتمعوا عليه، وقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا
(1) رواه الإمام أحمد وأبو داود
(2) رواه البخاري ومسلم وأحمد
(3) رواه البخاري وأحمد
(4) رواه البخاري ومسلم
(5) رواه البخاري ومسلم