وثانيا:
تعويد الأطفال على الاحتفال بعيد الميلاد يجعل هذا العيد يزاحم في قلوبهم الأعياد الدينية، بل يصبح الإحتفال بعيد الميلاد أقرب إلى قلبه، لأنه شيء يعود إلى منفعة النفس، فيقدمه الطفل تلقائيا بتضخيم الأنانية من غير شعور، يقدمه على الأعياد العامة.
والإسلام يغذي في المسلم شعور أن الأمّة جسد واحد، وأنه جزء من أسرة كبيرة هي أمة الإسلام، ولهذا كل أعياد المسلمين هي أعياد اجتماع على أمر الإسلام، فهي تبدأ الاحتفال باجتماع المسلمين على أمر دينهم، ولما كان عيد يوم الجمعة يتكرر فيشقّ عليهم أن يجتمعوا في أول النهار، جعل في وسط النهار، ثم جعلت صلاة الفجر في جماعة يوم الجمعة أفضل صلاة عند الله تعالى.
وثالثا:
مظاهر عيد الميلاد هي مظاهر ماديّة محضة، فالطفل ينتظر أن يُهدى له أي شيء مادي، ويرتبط بوجوده المادي فقط، فكأنه يقول: في هذا اليوم ولدت فأعطوني.
بينما أعياد الإسلام مرتبطة بالروح، ولهذا إذا سئل الولد: لماذا هذا اليوم يوم الفطر عيد؟ قال: نكبر الله على ما هدانا لنعمة الصيام، أو في يوم الأضحى: في مثل هذا اليوم نتذكر تحقيق أبي الأنبياء أبراهيم لمقام التوحيد بالحج لبيت الله والتضحية، أما الهدايا فهي تأتي تبعا ويعطى كل الأطفال في حالة اجتماعية عامة، تضعف الأنانية، وتمزج الفرح بالمجموع.
ولهذا جاء في الإسلام الفرح بتذكر مولد النبي صلى الله عليه وسلم دون سواه، لان مولده رحمة للعالمين، وشرع إظهار هذا الفرح بالصوم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صيام يوم الاثنين قال: (ذلك يوم ولدت فيه) .
وتعالوا نتأمل هنا المعاني السامية: فنحن نصوم تخلصا من آثار الحياة المادية متذكّرين أن الدنيا معبر للآخرة، ونجعل هذا هو مظهر فرحنا لنعمة عامة شاملة لكل البشرية يحصل بها نجاة الناس من طغيان المادة وظلماتها إلى سمو الروح والسعادة في الآخرة، وهي نعمة إرسال محمد صلى الله عليه وسلم.
رابعا: في احتفال عيد الميلاد توقد الشموع وهي عادة نصرانية معروفة.
خامسا: جاء الإحتفال بعيد الميلاد، من عقيدة ميلاد المسيح.