قال ابن القيم في الهدي 4/ 203: إذا لم يقم الإيمان بالقلب حصل ضده وهو الكفر وهذا كالعلم والجهل إذا فقد العلم حصل الجهل وكذلك كل نقيضين زال أحدهما خلفه الآخر. اهـ
وقال الشيخ عبد الرحمن في الشرح وابنه عبد اللطيف في المنهاج ص 12 قالا (من فعل الشرك فقد ترك التوحيد فإنهما ضدان لايجتمعان ونقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان) بتصرف.
وقال عبد الرحمن الحفيد: فلا يتم لأهل التوحيد توحيدهم إلا باعتزال أهل الشرك وعداوتهم وتكفيرهم اهـ الدرر 11/ 434. وقال أيضا في الشرح: لما علمت من أن التوحيد يقتضي نفي الشرك والبراءة منه ومعاداة أهله وتكفيرهم مع قيام الحجة عليهم اهـ وقال أيضا في الشرح: في أحد الأنواع قال وهذا النوع لم يأت بما دلت عليه لا إله إلا الله من نفي الشرك وما تقتضيه من تكفير من فعله بعد البيان إجماعا، ثم قال ومن لم يكفر من كفره القرآن فقد خالف ما جاءت به الرسل من التوحيد وما يوجبه اهـ
قال بعض علماء نجد: فيمن لم يكفر المشركين فقالوا إنه كافر مثلهم فإن الذي لا يكفر المشركين غير مصدق بالقرآن فإن القرآن قد كفر المشركين وأمر بتكفيرهم وعداوتهم وقتالهم اهـ فتاوى الأئمة النجدية 3/ 77.
قضية معاصرة ومثل ذلك اليوم:
من ترك التوحيد إلى العلمانية أو إلى الشيوعية أو إلى القومية أو إلى الوطنية المعاصرة أو إلى البعثية أو إلى الرأسمالية أو إلى الديمقراطية أو إلى القوانين الوضعية أو إلى العولمة الكفرية أو إلى دين الرافضة أو إلى الصوفية القبورية و إلى غير ذلك من الأديان أو المذاهب المعاصرة واعتقاده دينا. فمن كان كذلك فإنه يُسمى كافرا. ويأت مزيد إيضاح إن شاء الله في باب تكفير من فعله.
(5) أبواب
الركن الثاني في التوحيد
وهو النفي، وهي أربعة أبواب:
وهو الخلوص والترك للشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك والمعادة فيه وتكفير من فعله. وهو أربع مراتب: كما سبق في الإثبات اثنان في الشرك واثنان في أهل الشرك وهذه المراتب الأربعة بعضها أعظم من بعض، فأعظمها وأهمها الأول ثم الثاني وهكذا.