الصفحة 6 من 10

قلت: هذا من أخطائه، ولذلك قال الحافظ الذهبي في ترجمته: (( ومن بلاياه: الفسوى في تاريخه حدثنا بندار عن أبي داود عن شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمرو أنه قال: ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد، وهذا منكر، قال ثابت البناني: سألت الحسن عن هذا فأنكره ) )أهـ (ص385 ج4 ميزان الاعتدال.

وبذلك تعلم أن قول بعضهم [رجاله ثقات] ، فيه نظر لما تقدم من ضعف أبي بلج. قال أحمد: [روى حديثاً منكراً] ، وقال البخاري: [فيه نظر] قال الذهبي في الموقظة [عادة البخاري إذا قال (فيه نظر) أنه بمعنى أنه متهم أو ليس بثقة، فهو عنده أسوأ حالاً من الضعيف] أهـ.

مع أن هذا الأثر لو ثبت فهو محمول على الموحدين، ولذلك قال عبيد الله بن معاذ في هذا الأثر وأثر أبي هريرة (الآتي إن شاء الله) . [كان أصحابنا يقولون: (( يعني من الموحدين ) )]

(4) الأثر الرابع والجواب عنه:

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (ليأتين على جهنم زمان ليس فيها أحد وذلك بعد ما يلبثون فيها أحقابا) فأقول: هذا الأثر ذكره ابن جرير في تفسيره ج8 ص118 قال: حدثت عن المسيب عمن ذكره قال قال ابن مسعود، فكذره، وذكره البغوي في تفسيره بدون إسناد، وهذا أثر لا يصح، ابن جرير لم يذكر الذي حدثه، والمسيب لم يذكر من حدثه، فهو أثر تالف باطل.

وعلى سبيل صحته فقد قال البغوي في تفسيره: [معناه عند أهل السنة إن ثبت أن لا يبقى فيها أحد من أهل الإيمان، وأما مواضع الكفار فممتلئة أبداً] ج2 ص403.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام