الصفحة 5 من 10

فأقول: هذا الأثر رجاله كلهم ثقات ولكنه منقطع، فقولنا رجاله ثقات توفرت ثلاثة شروط من خمسة، وسبب انقطاع هذا الأثر هو أن الحسن لم يسمع من عمره، والمنقطع عند أهل الحديث من قبل الضعيف، والضعيف لا يحتج به في هذه المسائل، بل ذهب جماعة من العلماء إلى أن الحديث الضعيف لا يعمل به، ولا في فضائل الأعمال [1] ، فكيف بمسألة هي أكبر من الدنيا وما فيها كما قاله ابن القيم رحمه الله.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري ج11 ص422: [هو منقطع] ثم قال [ولو ثبت حمل على الموحدين] أ. هـ قلت: وظاهر هذا الأثر ليس فيه دلالة على أنهم الكفار فيجب حمله على الموحدين، وهذا لو ثبت، وإلا فهو ضعيف لا يحتج به، ونحن في غنية بالأحاديث الصحيحة الدالة على بقاء الجنة والنار أبد الآبدين، عن الأحاديث الموضوعة والآثار الواهية، ومما يُضاف إلى ذلك ما قاله الذهبي رحمه الله: (( كان الحسن كثير التدليس ) )أ. هـ ومعلوم أن المدلس لا يُقبل حديثه حتى يصرح بالسماع، قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: (( ليس في المرسلات أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح، فإنهما كانا يأخذان عن كل أحد ) ).

(3) الأثر الثالث والجواب عنه: أخرج البزار من طريق أبي بلج سمع عمرو بن ميمون يحدث عن عبد الله ابن عمرو، قال: (( ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها ليس فيها أحد وذلك بعدما يلبثون فيها أحقاباً ) ).

الجواب عن هذا: أن يقال: هذا الأثر ضعيف كسابقه، لأن في إسناده أبا بلج [2] ، قال قال ابن مجر في تقريب التهذيب في ترجمته: (( صدوق ربما أخطأ ) )أهـ

(1) منهم: البخاري ومسلم ويحيى بن معين وابن حبان وغيرهم.

(2) اسمه يحيى بن سليم، أو ابن أبي سليم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام