الصفحة 8 من 12

لقد فضل الله النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء، فكيف يطلب هؤلاء الضلال مقامه؟ ولم يبق إلا أن يقولوا: ونبوة مثل نبوته.

وهو صلى الله عليه وسلم يدعو أمته للاقتداء به والتأسي،، ويعلم أنهم لن يقاربوا مقامه فضلاً أن يكونوا مثله في هذه الأمور، ولم يأمر أمته بمثل هذا فهو من الاعتداء في الدعاء، فقوله: ما أفضته على روح الكامل هو مذهب الفلاسفة، حيث إن النبوة عندهم فيض فاض على روح النبي صلى الله عليه وسلم.

وذكر زيارة نبوية بزعمه للشيخ القشاش وفيها:

السلام عليكم يا أول السلام عليك، يا آخر السلام عليك، يا باطن السلام عليك، يا ظاهر.

هذه أسماء الرب -عز وجل- كما قال تعالى: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الحديد: 3] وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله:"أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء".

فالذي يسمى بها النبي صلى الله عليه وسلم محاد لله ولرسوله، وهو أضل من حمار أهله حيث لم يفرق بين أسماء ربه عز وجل وأسماء نبيه.

وقال تحت عنوان"استشعار رد السلام":

"ينبغي للزائر أن يردد السلام على النبي صلى الله عليه وسلم بأدب ولطف وذل واستكانة، لعل الله أن ييسر له سماع جواب سلامه الشريف شهادة، وإلا فيؤمن به غيبا وإن لم يسمعه".

أقول: هنا مسألة ينبغي التنبه لها وهي أن بعض الناس قد يكذب هؤلاء بما يزعمون أنهم يسمعونه من الأصوات أو قد يرونه من الأشخاص عند القبور وكذلك عند الأصنام، فيكون ذلك فتنة لهم؛ لأنهم يرون ويسمعون أشياء حقيقية بل وتقضى لهم بعض الحوائج، فإذا كذبهم أحد بذلك ازدادوا تمسكاً بشركهم. والصحيح أن هذا يحصل للمشركين من سماع الأصوات وقضاء بعض الحاجات، وقد يرون أن القبر قد انشق فخرج منه صورة المقبور، وكل هذا وأعظم منه يحصل عند القبور والأصنام وهو الشيطان يفعل ذلك ليزيدهم فتنة إلى فتنتهم وضلالاً إلى ضلالهم، وقد قال أُبي بن كعب: مع كل صنم جِنّيه، وقال ابن عباس: في كل صنم شياطين تكلم السدنة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام