الصفحة 13 من 154

العباد) وقال في مسألة العاشرة (ونبهنا الله سبحانه على عظم شأن هذه المسائل) . وإذا نظرت إلي بقية المسائل مثل المسألة الأولى: وهي الحكمة من خلق الجن والإنس، والمسألة الرابعة: وهي الحكمة من إرسال الرسل، والمسألة الخامسة: أن الرسالة عمت كل أمة، والمسألة السادسة: أن دين الأنبياء واحد، وغيرها من المسائل تبين لك أن المصنف لا يريد بيان معنى التوحيد.

وإنما أراد المصنف أن يبين عظم شأن التوحيد وبيان أهميته ومكانته ومن ثم يمكن أن نقول إن قصد المصنف من هذا الباب هو (بيان مكانة التوحيد وأهميته وعظم شأنه وحُكمِه) .

ومما يوضح أهمية التوحيد ماذكر المصنف في الباب وفي المسائل:

1 -أنه من أَجْلِه خُلق الخلق لأهميته ومكانته وعظم شأنه.

2 -أنه من أجلِه أُرسل الرسل لأهميته ومكانته وعظم شأنه.

3 -ومن أهميته أنه جاء به كل رسول ولذا اتفقت جميع الرسل به والأنبياء.

4 -ومن أهميته أنه فرض على الناس فأصبح فرضا عينيا لازما.

5 -ومن أجل أهميته أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم عند موته كما في حديث ابن مسعود رضى الله عنه: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم.

6 -وهو حق الله اللازم.

7 -وقضى الله به وجعله أمرا مقضيا شرعا 0

8 -وكما أوجبه فقد حرم ضده وهو الشرك.

وإذا نظرت إلى هذه الأمور الثمانية السابقة أتضح لك فعلا مكانة التوحيد وأهميته وأن هذه الأمور السابقة جاءت من أجله.

المسألة الثالثة: شرح عنوان الباب:

المصنف قال (كتاب التوحيد) كلمة كتاب تمر علينا كثيرا وهي مصدر بمعنى مكتوب أي مجموع مأخوذ من الكتيبة وهي: الجماعة من الناس إذا اجتمعوا (التيسير ص 17، الفتح ص 11) وهو مضاف ويحتاج إلى تقدير، والحفيد سليمان ومثله الحفيد عبد الرحمن قدرا المحذوف باللام يعني: كتاب للتوحيد أي أشياء مكتوبة للتوحيد، وعلى اختيار الحفيد سليمان: أشياء مجموعه لبيان معنى التوحيد، وعلى الذي رجحنا: أشياء مجموعه لبيان أهمية التوحيد ومكانته وعظم شأنه.

بقي كلمة التوحيد: هل يراد منها العموم أو الخصوص؟ 0

الثلاثة كلهم مجمعون أن الألف واللام للخصوص و أصرحهم في ذلك عبد الرحمن في قرة عيون الموحدين ص 9 حيث قال: إن التوحيد يقصد به الألوهية وكذا حمد في ص 17في كتابه إبطال التنديد، وهذا منطبق على قصد المصنف، أما صاحب التيسير فقال: الألف واللام في

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام