الصفحة 49 من 58

أخي القارئ الكثير من الأحداث و الوقائع تجعلك تعلم علم اليقين أن بن علي لا يشك أحد في محاربته للدين، و إن وجد من يشك في ذلك فهو أحد الإثنين:

1 -إما حاقد على الدين كالعلمانيين و الشيوعيين ...

2 -و إما مساند لابن علي في سياسته.

و لذلك فإني اقول أن كل من شارك في الإنتخابات و اختار بن علي و رشحه كرئيس للبلاد فهو كافر كفرا أكبر على التعيين، و ذلك لأنه اختار رجلا محاربا لدين الله و لعباد الله المؤمنين و ارتضاه كرئيس يحكمه و يحكم في شعبه و لا عذر لأحد في هذا إلا المكره، [1] فإن جميع الناس في تونس تعلم أن معاداة الإسلام و المسلمين هي جريمة كبرى تأباها الفطر السليمة و يعلمون ان هذا الفعل على أقل أحواله ظلم و فسق و أن المشارك في الإعتداء على الدين هو ظالم. و لا عذر لأحد في الجهل بهذا الأمر لأنه مما علم من الدين بالضرورة وجوب تعظيم دين الله الإسلام و تعظيم المسلمين و احترامهم ووجوب العمل لإعزاز الدين، و من المعلوم من الدين بالضرورة كذلك تحريم العدوان على الدين و على شعائره و مساندة كل من أعان على هدم الدين.

فجميع هذه المسائل معلومة لدى المسلمين لا يعذرون بحهلهم في هذا فالجميع يقرأ قوله تعالى: (و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان) بل هذه الآية من الآيات التي يحفظها جميع العوام مؤمنهم و كافرهم.

فاحذر أيها المسلم أن تعطي صوتك أو تشارك بانتخاب هذا الكافر الزنديق فإنك بذلك قد ضللت ضلالا مبينا و خرجت من دين الله.

و انتخاب هذا الرئيس هو من باب موالاة الكافر ومناصرته على الإسلام و المسلمين و قد أجمع أهل العلم على كفر و ردة من أعان الكافر في حربه على الإسلام، و هذا المنتخب قد علم أن بن علي محارب للدين ثم مع ذلك ينتخبه و يختاره فلا شك أن هذه تعتبر موالاة.

كما أنهم يعلمون أن بن علي محارب للشريعة و لا يحكمها و لا يسعى لتحكيمها بل هو يحكم بما يناقض الإسلام و بما يحارب به الإسلام و انتخابه كرئيس إنما هو مساعدة له في حكمه بغير ما أنزل الله و موالاته في ذلك.

و قد بينا في المناط الثاني حكم من تولى الكافر لكفره.

فإن قال قائل لعل بعض العوام يجهلون حال هذا الرئيس؟

(1) إن هذا ما ارتآه مؤلف الكتاب بناء على ما يعرفه من واقع هذا الطاغوت فإن كان هناك من هو مثله في وضوح كفره ومحاربته للدين أو أخبث منه؛ فحكمه حكمه في كفر من انتخبه على التعيين أيضا.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام