بان أطاعوهم في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله أو بالسجود لهم. هـ
و قال الشينقيطي رحمه الله في (أضواء البيان)
ويفهم من هذه الآيات بوضوح لا لبس فيه أن من اتبع تشريع الشيطان مؤثرا له على ما جاءت به الرسل، فهو كافر بالله، عابد للشيطان، متخذ الشيطان ربا، وإن سمى أتباعه للشيطان بما شاء من الأسماء؛ لأن الحقائق لا تتغير بإطلاق الألفاظ عليها، كما هو معلوم. هـ
و قال السعدي في (تفسير السعدي ص 334)
يُحِلُّون لهم ما حرم اللّه فيحلونه، ويحرمون لهم ما أحل اللّه فيحرمونه، ويشرعون لهم من الشرائع والأقوال المنافية لدين الرسل فيتبعونهم عليها. هـ
فالله سبحانه و تعالى سمى هؤلاء المشرعين أربابا لأنها عبدت بالطاعة، و الله عز وجل افترض على الناس عبادته وحده لا شريك له.
فسبحان الله عما يشركون!!!
و إليكم الآن بعض أقوال أهل العلم في تسمية الحاكم بغير ما أنزل الله و المشرع من دون الله طواغيت:
يقول مجاهد: (الطاغوت الشيطان في صورة الإنسان، يتحاكمون إليه، وهو صاحب أمرهم) .أهـ
وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله ما نصه: (ثم أخبر سبحانه أن من تحاكم أو حاكم إلى غير ما جاء به الرسول فقد حكم الطاغوت وتحاكم إليه والطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله أو يعبدونه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم من عبادة الله إلى عبادة الطاغوت وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى الطاغوت وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى الطاغوت ومتابعته) [1] .أهـ
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: (والطواغيت كثيرة ورؤسهم خمسة، إبليس لعنه الله، ومن عبد وهو راض، ومن ادعى شيئاً من علم الغيب، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومن حكم بغير ما أنزل الله ... ) .أهـ
وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في رسالة له في الطاغوت: (وحاصله: أن الطاغوت ثلاثة أنواع، طاغوت حكم، وطاغوت عبادة، وطاغوت طاعة ومتابعة، والمقصود في هذه الورقة هو طاغوت الحكم، فإن كثيرا من الطوائف المنتسبين إلى الإسلام، قد صاروا يتحاكمون إلى عادات أبائهم، ويسمون
(1) إعلام الموقعين عن رب العالمين (1/ 50) .