الصفحة 11 من 58

و قال الإمام ابن كثير في (تفسير القرآن العظيم ج2 ص346) :

هذا إنكار من الله، عز وجل، على من يدعي الإيمان بما أنزل الله على رسوله وعلى الأنبياء الأقدمين، وهو مع ذلك يريد التحاكم في فصل الخصومات إلى غير كتاب الله وسنة رسوله، كما ذكر في سبب نزول هذه الآية: أنها في رجل من الأنصار ورجل من اليهود تخاصما، فجعل اليهودي يقول: بيني وبينك محمد. وذاك يقول: بيني وبينك كعب بن الأشرف. وقيل: في جماعة من المنافقين، ممن أظهروا الإسلام، أرادوا أن يتحاكموا إلى حكام الجاهلية. وقيل غير ذلك، والآية أعم من ذلك كله، فإنها ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة، وتحاكموا إلى ما سواهما من الباطل، وهو المراد بالطاغوت هاهنا. هـ

و قال العلامة عبد الرحمن السعدي في (تفسير السعدي 184) :

وهو كل من حكم بغير شرع الله فهو طاغوت. هـ

فها هو الشيخ رحمه الله يسمي الحاكم بغير شرع الله طاغوتا، فالشيخ يقولها واضحة صريحة لا مجال لتأويلها.

و من الأدلة على أن المشرع من دون الله طاغوت

قوله تعالى:

اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (التوبة 31)

فإن قال قائل كيف اتخذوهم أربابا من دون الله؟

هل سجدوا لهم أو نذروا لهم؟

سيأتيك الجواب من كلام حذيفة الصحابي و كلام أهل التفسير.

أخرج بن جرير في (تفسير الطبري)

عن حذيفة: أنه سئل عن قوله: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله) ، أكانوا يعبدونهم؟ قال: لا كانوا إذا أحلُّوا لهم شيئًا استحلوه، وإذا حرَّموا عليهم شيئًا حرَّموه. هـ

وقال الرازي في (تفسير الرازي)

الأكثرون من المفسرين قالوا: ليس المراد من الأرباب أنهم اعتقدوا فيهم أنهم آلهة العالم، بل المراد أنهم أطاعوهم في أوامرهم ونواهيهم. هـ

وقال البيضاوي في (تفسير البيضاوي)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام