الصفحة 10 من 58

إن الله عز وجل لم يخلق الخلق و لم يرسل الرسل و لم ينزل الكتب إلا لشيء واحد وهو عبادته سبحانه و تعالى وحده لا شريك له و الكفر بكل معبود من دونه حجرا كان أو شجرا، إنسيا كان أو جنيا ....

و أعضاء مجلس النواب و الحكام الذين يتم انتخابهم إنما هم عبارة عن طواغيت يدعون لأنفسهم حق التشريع و الحكم من دون الله تعالى، فالكل يعلم أن الله عز وجل هو الحكم كما أنه هو الذي يشرع الأحكام لعباده، فلا حكم إلا الله و لا مشرع إلا هو سبحانه و تعالى.

*بيان أن المشرع و الحاكم بغير ما أنزل الله من الطواغيت:

قبل أن نسوق الأدلة على المناط الأول لا بد ان نقدم بمقدمة نبين فيها بالدليل الشرعي أن الحاكم بغير ما أنزل الله و المشرع من دون الله هم طواغيت تعبد من دون الله.

فالطاغوت كما عرفه أهل العلم هو كل من عبد من دون الله وهو راض و من أشمل ما عرفه به أهل العلم هو ما ذكره ابن القيم في إعلام الموقعين فقال:

والطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله أو يعبدونه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله. هـ

و يظهر طغيان الحاكم بغير ما أنزل الله و المشرع من دون الله من وجهين:

1 -ادعاؤهم حق التشريع و الحكم

2 -عبادة الناس إياهم بالتحاكم و الطاعة و قبول التشريعات.

قال تعالى:

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا (النساء 60)

و هذا نص من الله تعالى في تسمية كل حاكم بغير شرعه (طاغوت) فقد جعل إيمان بعض الناس زعما لأنهم يريدون أن يتحاكموا إلى غيره من الطواغيت.

قال ابن عجيبة عن الطاغوت في هذه الآية في (البحر المديد) :

كعب بن الأشرف لفرط طغيانه. وفي معناه كل من يحكم بالباطل. هو بنحو هذا الكلام قال الألوسي في تفسيره و كذلك البيضاوي. هـ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام