فهرس الكتاب
الصفحة 1 من 5

[الكاتب: سعيد بن مبارك آل زعير]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

أما بعد ...

إن الأمة المسلمة تعيش في وقتها الراهن ظلماً شديداً، ظلماً عاماً في معظم شؤونها العامة والخاصة، ظلماً يكاد يكون ظلماً عظيماً؛ {إن الشرك لظلم عظيم} .

الأمة المسلمة؛ أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أمة القرآن، تعيش بعيداً عن توحيد الله، بعيداً عن طاعة الله في كثير من شؤونها.

إن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم؛ بمقتضى تبعيتهم لرسول الله، واستسلامهم لدين الله، إنهم بمقتضى ذلك مطالبون بإخضاع أمورهم كلها لهدي كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

لكن ذلك بعيد الآن عن حياة المسلمين وواقعهم.

إننا نعلم من قول ربنا سبحانه وتعالى: {ألا له الخلق والأمر} ... نعلم من هذه الآية، ومن تفسيرها؛ أنه ليس لأحد أن يتقدم بين يدي القرآن والسنة برأي، ولا يقول في أي أمر من أمور المسلمين.

نعم إن ذلك الخضوع التام، والاستسلام لأوامر الدين؛ هي حق محض لله وحده لا شريك له في ذلك، فكما أنه المتفرد وحده بالخلق لا شريك له في ذلك، فينبغي أن يتفرد بالأمر، لا أمر لأحد سواه، لأنه هو الذي خلق وحده، فله الأمر وحده؛ {ألا له الخلق والأمر} .

إلا أن واقع المسلمين - بكل أسف - بعيد عن هذا؛ فتوحيد الطاعة بعيد في حياة المسلمين، ومعظم المسلمين - إلا من رحم الله وقليل ما هم - يقعون في شرك الطاعة كثيراً.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام