الصفحة 6 من 26

(( ذكر أقوال العلماء في عدم فناء النار ) )

(قول الإمام أحمد رحمه الله)

قال الإمام أحمد رحمه الله في رواية أحمد بن جعفر الاصطخرى [1] :

هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروقها المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا. وأدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق.

فذكر قولهم إلى أن قال: وقد خلقت الجنة وما فيها والنار وما فيها خلقهما الله عز وجل وخلق الخلق لهما لا يفنيان ولا يغنى ما فيها أبدا فإن احتج مبتدع أو زنديق بقول الله عز وجل (كل شيء هالك إلا وجهه) وبنحو هذا من متشابه القرآن.

قيل له كل شيء مما كتب الله عليه الفناء والهلاك هالك والجة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء ولا للهلاك وهما من لا من الدنيا والحور العين لا يمتن عند قيام الساعة ولا عند النفخة ولا أبدا لأن الله عز وجل خلقهن للبقاء لا للفناء ولم يكتب عليهن الموت فمن قال: خلاف هذا فهو مبتدع وقد ضل عن سواء السبيل. أهـ المقصود من (طبقات الحنابلة) للقاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلى ج 1 ص24.

وقال أيضا في كتابه (الرد على الجهمية والزنادقة) ص147.

قال بعد أن ذكر الأدلة على بقاء الجنة ودوام أهلها فيها رادا بذلك على الجهمية بقولهم في فناء الجنة والنار وغيرهما قال: وقد ذكر الله أهل النار فقال: (لا يقض عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها) .

وقال: (أولئك ينسوا من رحمتي) . وقال: (لا ينالهم الله برحمة) .

وقال: (ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون) .

وقال: (سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص) .

وقال: (خالدين فيها أولئك هم شر البرية) .

وقال: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) .

(1) رسالة الإمام أحمد من رواية الإصطخرى أنكرها الذهبي ولكن ذكرنا هنا ما يناسب معتقد أهل السنة والجماعة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام