فصل
القول بفناء النار قول مبتدع والقول به بدعة لا شك فيه ولا ارتياب كما قاله الصنعاني [1] وهو الحق والصواب والقول بفناء النار خارج عن مقتضى العقول ومخالف لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. فالكفار خالدون في النار خلوداً لا انقطاع له بل هو غير متناه أبد الآبدين ودهر الداهرين، وقد ذكر الله التأييد في كتابه في ثلاثة مواضع في حق الكفار فيه كافية في أبدية النار وأبداً للزمان المستقبل الذي لا غاية لمنتهاه، أفندع كتاب ربنا وسنة نبينا لأقوال أناس غير معصومين؟
فصل
ذكر الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في:
(( أن النار لا تفنى ولا يفنى ما فيها ) )
الحديث الأول:
حديث أنس الطويل في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: (( فأخرجهم فأدخلهم الجنة فما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن أي وجب عليه الخلود ) )متفق عليه. فهذا الحديث نص قاطع وبرهام ساطع على أن الكفار مخلدون في النار قال تعالى: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} . وقال تعالى: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} .
الحديث الثاني:
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم أو قال بخطاياهم فأماتهم الله تعالى إماتة حتى إذا كانوا فحماً أذن بالشافعة ... الحديث ) )أخرجه مسلم وأبو عوانة وأحمد وابن ماجه وغيرهم.
وفي هذا الحديث دلالة قاطعة على تأبيد عذاب الكفار في النار وعدم انقطاعه عنهم. قال تعالى: سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لا
(1) وقال به الإمام أحمد كما سيأتي إن شاء الله تعالى.