بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مصل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين وحجة على أهل الزيغ والضلال أجمعين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فقد وقفت على رسالة لبعض من يدعي العلم يقرر فيها القول بأن النار تفنى وينسب ذلك إلى شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى. وهما بريئان من هذا القول كما سيأتي بيانه وتوضيحه وعلى سبيل التنزل أن ابن القيم قال بفناء النار فهو قول باطل مخالف للكتاب والسنة ولذلك رد عليه الإمام الصنعاني وكذلك الإمام محمد الآمين الشنقيطي رحمهما الله تعالى، فكل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحق في هذه المسألة واضح كوضوح الشمس في نحر الظهيرة، ومع وضوحها ظهر بعض الناس ينشر بين الناس زعماً منه أنه يريد الانتصار لابن القيم وهو لا يشعر أن ذلك يضع من قدره.
وقد صرح ابن القيم في (الوابل الصيب) أن النار لا تفنى وإليك نص كلامه قال: (( ولما كان الناس على ثلاث طبقات طيب لا يشينه خبث وخبيث لا طيب فيه وآخرون فيهم خبث وطيب كانت دورهم ثلاثة: دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض وهاتان الداران لا تفنيان. ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد فإنهم إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا.