يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى. قال ابن كثير رحمه الله: أي لا يموت فيستريح ولا يحيى حياة تنفعه بل هي مضرة عليه لأن بسببها يشعر ما يعاقب به من اليم العذاب وأنواع النكال.
الحديث الثالث:
حديث ابن عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( يدخل الله أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول: يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت كل خالد هو فيه ) )أخرجه البخاري ومسلم.
فقوله: يا أهل النار لا موت: فيه دلالة على عدم فناء النار.
وقوله: كل خالد هو فيه: تأكيد أكيد على جعلها بمنزلة واحدة أعني أهل الجنة وأهل النار في أن كلاً من المنزلتين لا فناء فيهما.
وعلى هذا جمهور السلف والخلف ونقل الإجماع على ذلك غير واحد من العلماء كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
الحديث الرابع:
حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط فيقال: يا أهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه ثم يقال: يا أهل النار فيطلعون مستبشرين فرحين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه فيقال هل تعرفون هذا؟ قالوا نعم هذا الموت قال: فيؤمر به فيذبح على الصراط ثم يقال للفريقين كلاهما: خلود فيما تجدون لا موت فيه [1] أبدا) أخرجه الإمام أحمد وابن ماجة وابن حبان: قال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. وهذا الحديث أيضاً من الأدلة القاطعة على خلود أهل النار قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلاَلاً بَعِيدًا * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} . قال الشوكاني: قوله (( أبدا ) )منصوب على الظرفية وهو لدفع احتمال أن الخلود هنا يراد به المكث الطويل. أهـ.
(1) وعند ابن ماجه (( فيها ) )، (( وفيه ) )عند أحمد.