نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا - والذي نفسي بيده - حتى أكون أحب إليك من نفسك"، فقال له عمر: فإنه الآن، والله، لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"الآن يا عمر".
ما تردد عمر وقال: أُفكر في الأمر، أو تلكأ أو تأخّر .. إنها عزمة عمرية إيمانية ربانية تحكي يقين القلب وثباته على المبدأ والعقيدة القويمة .. إذا أتاه أمر الحبيب: فالسمع والطاعة، يتغيّر القلب وتتغيّر الأولويات لتصبح على هوى الحبيب .. هي لحظة، بل أقل من لحظة، يتغير فيها قلب عمر بكلمات يسيرة ليُعلنها مدوية"فإنه الآن، والله، لأنت أحب إلي من نفسي".. هكذا الإيمان، وهكذا الثبات، وهذه هي العقيد التي فاق بها أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وأبو عبيدة والصحابة هذه الأمة .. إنها عقيدة"سمعنا وأطعنا"إنها عقيدة الولاء والبراء كما فهمها الصحابة، لا كما يروج لها رويبضة هذا الزمان ..
يكون الكافر أخاً أو أباً أو ابناً، ويعامل معاملة حسنة بحكم القرابة والرحم، ولكن إذا رفع هذا الأب أو الإبن أو الأخ السيف في وجه الإسلام فإن الإسلام أغلى من كل دم وقرابة، فيسفك هذا الدم، وتُلغى هذه القرابة ويصبح الدين قلعة القلب لتهب الجوارح فتدافع عن حماه ..
إن الكافر الأفغاني أو الفلسطيني أو الشيشاني أو العراقي هو مثل الكافر الأمريكي أو البريطاني"الكفر ملّة واحدة"، بل هؤلاء أشد كفراً من النصارى واليهود، لأن أولئك لا تربطهم روابط نسب أو قرابة بالمسلمين، أما هؤلاء فقد قدّموا المال والكفر على الرحم فكانوا أشد خطراً على الإسلام وأهله من الكفار الصائلين، لأنهم يدلون على عورات المسلمين، وكم قُتل من قادة المسلمين في هذا الزمان بسبب هؤلاء المرتدين، وكم عانى المجاهدون من هؤلاء الخائنين!!
إن الذي يوالي الكفار ويقف في صفهم لقتال المسلمين: كافر كفراً أكبر بلا خلاف بين علماء المسلمين، فمن كان كافراً وحمل السلاح في وجه المسلمين فقتله قربة إلى الله، ولو كان هذا الكافرمن ذوي القربى، وليكن في فعل أبي بكر وعمر وعلي وحمزة وأبو عبيد وأمثالهم عبرة لمن كانوا سلفه ..
لقد اختلف العلماء في قتل الجاسوس المسلم، ولكنني لا أعلم أنهم اختلفوا في قتل الكافر الصائل الذي ارتد عن دينه ووقف في صف الكفار يقاتل المسلمين، هؤلاء لا خلاف في قتلهم، بل يُقدّمون في القتل: لردّتهم، ولشدة نكايتهم بالمسلمين .. فمن وقف في صف الأمريكان من العراقيين أو الأفغان فليقتلهم ذويهم تأسياً بخير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله