أن يكون من حزب الشيطان: فهو واقف تحت راية الباطل. . وهما صفان متميزان لا يختلطان ولا يتميعان!!
لا نسب ولا صهر، ولا أهل ولا قرابة، ولا وطن ولا جنس، ولا عصبية ولا قومية إنما هي العقيدة، والعقيدة وحدها. فمن انحاز إلى حزب الله ووقف تحت راية الحق فهو وجميع الواقفين تحت هذه الراية إخوة في الله. تختلف ألوانهم وتختلف أوطانهم، وتختلف عشائرهم وتختلف أسرهم، ولكنهم يلتقون في الرابطة التي تؤلف حزب الله فتذوب الفوارق كلها تحت الراية الواحدة. ومن استحوذ عليه الشيطان فوقف تحت راية الباطل، فلن تربطه بأحد من حزب الله رابطة. لا من أرض، ولا من جنس، ولا من وطن ولا من لون، ولا من عشيرة ولا من نسب ولا من صهر .. لقد أنبتت الوشيجة الأولى التي تقوم عليها هذه الوشائج فأنبتت هذه الوشائج جميعا ..
ومع إيحاء هذه الآية بأنه كان هناك في الجماعة المسلمة من تشده أواصر الدم والقرابة وجواذب المصلحة والصداقة، مما تعالجه هذه الآية في النفوس، وهي تضع ميزان الإيمان بهذا الحسم الجازم، والمفاضلة القاطعة. . إلا أنها في الوقت ذاته ترسم صورة لطائفة كانت قائمة كذلك في الجماعة المسلمة، ممن تجردوا وخلصوا ووصلوا إلى ذلك المقام ... (انتهى كلامه رحمه الله: مختصراً)
كلما قرأت هذه الآيات وهذه المعاني الربانية السامية، تذكرت تلك القصة العجيبة التي رواها الشيخ عبد الله عزام رحمه الله .. قصة تلك المرأة الأفغانية في الحرب السوفييتية، مفادها أن المجاهدين دخلوا قرية صغيرة فأتتهم امرأة عجوز تدلهم على ابنها الشيوعي الموالي لحكومة نجيب العميلة!! قبض الجاهدون على هذا الرجل، فأسرعت المرأة تستحلف المجاهدين أن يمكنوها من ولدها مقيّداً!!
جعل المجاهدون الولد تحت تصرف هذه العجوز، فإذا بها تُخرج سكيناً طويلاً من تحت ثيابها وتمسك برقبة ابنها المقيد وتقول: لقد كنت تتبجح أمامي بسب رسول الله صلى الله عليه وسلم!! اليوم أنتقم لرسول الله صلى الله عليه وسلم منك، فحزّت رأس ابنها الشيوعي المرتد بدون تردد، وسط ذهول جموع المجاهدين ثم تكبيرهم ..
لقد جاء في صحيح البخاري عن عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من