الصفحة 19 من 47

تقول: (خذوا شهرتي وأعطوني بيتاً يضج بالأطفال) . وأخرى تقول: (إني أتعس امرأة) . وأخرى تقول: (كم كنت سافلة) . نعم نحررها من أفكار الغرب، ومن تقليد الغرب، نحررها من شعر الحداثيين كشعر حكيمة الشاوي التي تسب وتلعن فيه نبي العالمين عليه الصلاة والسلام تقول: (يا سيدتي مشرقة أنت يا سيدتي كالشمس، والشمس تشرق كل يوم من عينيك، شامخة أنت أنت كسعف النخيل، والقمر تحت قدميك يزحف، والنجوم تتناسل بين يديك، ملتهبة أنت يا سيدتي كشعلة الثورة، وكل الثورات تعلمت منك، وكم من الشعراء ألهمت، كم نزار أنجبت، باهيلة أنت كقوس قزح، وقوس قزح يستمد ألوانه من وجنتيك، مَلْعُونٌ مَنْ قَالَ عنكِ مِنْ ضِلَعٍ أَعْوَجَ خَرَجْتِ [1] ، ملعون يا سيدتي من أسماك، علامة على الرضى بالصمت [2] ، ملعون منذ الخليقة من قال عنك، عورة من صوتك إلى أخمص قدميك [3] ، ملعون من وأد الكلام فيك ... ملعون من كبل يديك بالأساوير ... ملعون من حرم العشق عنك، ولم يتعلم كيف يعشقك، صامدة أنت يا سيدتي، وهذا الحاضر يشتعل بين يديك، لكي يحرق كتب الأمس ويكتب تاريخك المنسي، ملعون من يخون جنسك، وأنت من سلالة البشر والقمر والشمس) .

الحداثة القذرة قادمة لبلادنا يا أصحاب الفضيلة

ولقد أجْزَعَنِي وأَرْمَضَنِي وأحزنني ولَعَجَنِي وأقلقني وفَدَحَني منذ فترة قريبة ما قاله أحد (الحداثيين) : (إن من تمسك بالدين، أو اللغة العربية أو التاريخ، فقد تمسك بخيط العنكبوت) . هكذا يلحدون في بلادنا على مرأى ومسمع، هكذا يكفرون، هكذا يطاردنا الإلحاد والملحدون، إنها (الحداثة العربية) . إنها تعاليم (الشيوعية-المنكودة) . تطاردنا في كل مكان وزمان، تطاردنا بالليل والنهار، تطاردنا في الشوارع والبيوت، تطاردنا حتى على أمواج الإذاعة-أبواب الردة مفتوحة في التليفزيون- وفي المدارس، إنها تعاليم ستالين اللعين تنفَّذ وتُتّبَع قال لعنه الله في سنة 1928: (يجب أن تقوم التربية في المدارس على أساس إنكار

(1) تشير إلى حديث في غاية الصحة يقول: (المرأة خلقت من ضلع أعوج) . وهو في الصحيحين.

(2) تشير عليها بهلة الله إلى قوله صلى الله عليه وسلم: (الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر تُستأذن في نفسها وإذنها صُماتها) . رواه الجماعة إلا البخاري.

(3) تشير إلى حديث موضوع: (صوت المرأة عورة ولو في ذكر الله) . وهذا الحديث نفسه أعور. وصوت المرأة في ذاته ليس بعورة، ولا بممنوع سماعه على الرجل، فلا حرج في مخاطبة المرأة للرجل، إذا كانت متحجبة، وكان الكلام في موضوع عادي أو ضروري، كسؤال عن علم، أو في بيع والشراء ونحو هذا. الخ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام