الصفحة 13 من 47

السبب الباعث على كتابة هذه الرسالة

كتبتها [1] لأرفَعَ الغبار والعَكُوب والنَّقْع والقَسْطَل والعِثْيَر الذي أثاره فَيْلَقٌ وفئام وشرذمة وكُرْدوس وطائفة وحزب (الحداثة) . أو التحديث والتجديد والتطوير والتنوير والتقدم في الكفر والإلحاد، أو الانقطاع عن الماضي، أو الثورة عن الدين واللغة، أو التخريب الأدبي والثقافي، أو تعمد الأخطاء النحوية والصرفية والبلاغية والتاريخية، والدينية، و (الحداثة كما طُرحت في العالم العربي- يا أصحاب الفضيلة-: ليست إلا مصطلحاً مراوغاً يضم تحت ردائه نخبة من أصحاب الفكر ومحترفي الأدب الذين يتفقون فيما بينهم في قطع صلة العربي المعاصر بماضيه تماماً .. سواء كان الماضي العقيدة الإسلامية أو التاريخ، أو(التراث) . اللهم ما اتفق من هذا التراث أو ذلك التاريخ من مناهجهم، سواء تمثَّل في الحركات الشعوبية أو الباطنية أو الإلحادية (الزنادقة) . أو غير ذلك مما يتناقض بالضرورة مع الإسلام وتصوره الصحيح. لقد أوهمونا يا أصحاب الفضيلة في وزارة الأوقاف، وفي المجالس العلمية في المغرب-أي: أصحاب المغالطة أو الحداثة- أن الإسلام ضد التطور والتجديد والإبداع والابتكار. وتفننوا في إبلاغ هذا الوهم للناس، وبخاصة للناشئة والسذّج والذين لم يتعرفوا على الإسلام من (المسلمين!) . ولكنهم تناسوا أن سر عظمة الإسلام بل إعجازه، أنه الدين الكامل، الصالح لكل زمان ومكان) [2] . والذي حملني أيضاً على كتابتها -يا أصحاب الفضيلة-واضطرني وحَرَّضَنِي وألْجَأني وحداني وحضني وحثَّني سكوتكم عن هؤلاء الملحدين في بلادنا، بلادنا يعج بهؤلاء الحداثيين يا أصحاب الفضيلة فما مهمتكم؟ إن مهمتكم أن تنصروا الإسلام وأن توقفوا الإلحاد والملحدين، لا الدعاة المخلصين، إنكم-يا أصحاب الفضيلة- لو فعلتم ذلك كانت مهمتكم تتم على أكمل الوجوه؟ أين جهودكم العلمية يا أصحاب الفضيلة؟ لماذا لا تقفون في وجه هذا التلوث الفكري يا أصحاب الفضيلة؟ عبثوا بالتراث، وخربوا اللغة واعتدوا على الدين والقيم وطعنوا في رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ولعنوه باسم التحديث والتجديد وباسم الحقوق والحرية وأنتم يا أصحاب الفضيلة أنتم كما أنتم؟ إنهم رضعوا ألباناً فاسدة (مستوردة) . من

(1) وبعد كتابة هذا الجواب أخبرت أن أحد المسؤولين-الوزير- في الحكومة المغربية اعتذر لها بقوله: (إنها لم تقصد الرسول صلى الله عليه وسلم) . وهذا الجواب إن دل على شيء فإنما يدل على جهل قائله بالعقيدة الصحيحة لأن الكفر لا يقصده أحد، قال ابن تيمية: (ولا يقصد الكفر إلا من شاء الله) . وساب الرسول قاصداً أو ذاهلاً أو ناسياً فهو كافر مرتد يقتل من غير استتابة في مذهب مالك، أيها الوزير الجاهل بشرع الله وعند غيره يستتاب فإن تاب قبلت توبته ثم يقتل، ثم تجري عليه أحكام المسلمين من غسل ودفن وتكفين. الخ.

(2) انظر: (الحداثة تعود) . (ص 6) . د/ مصطفى حلمي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام