الصفحة 5 من 239

لذا فإن الصفة التي تجمع بين الأنبياء هي الإسلام، لأنهم كانوا أكثر الناس خضوعاً لأمر الله واستسلاماً له في كل شيء، لقد كانوا إخوة في الدين الواحد، ألزموا أنفسهم الخضوع والإستسلام له، ولهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - » الأنبياء إخوة لعلاَت، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد« [1] .

وبناء على هذه الحقيقة فما أبعده عن دين الأنبياء من تسمى اسماً بالإسلام بينما لا يستسلم لله ولا يصلي له، أفيكون مسلماً مستسلماً لله من لا يقيم الصلاة ولا يؤتي الزكاة ولا يصوم رمضان ولا يحج البيت وهو مع ذلك لا يرتدع عن ارتكاب المحرمات كالزنا وشرب الخمر، وإذا كان عدم سجود إبليس لآدم أدى به إلى أن يكون شر المخلوقات، فما بالك بمن هو مأمور بالسجود لله (لا لآدم) ثم هو يستكبر ويرفض؟!

سبب تعدد الأديان

وإذا كان الأنبياء إخوة في دين واحد هو، فما سبب تعدد الأديان ومن المسؤل عن ذلك؟

إننا نؤمن بأن الأنبياء قد بلغوا رسالات ربهم على أحسن وجه، غير أن الناس اختلفوا من بعدهم وغيروا وبدلوا تعاليمهم وفرقوا دين الله إلى أديان عديدة، واشتقوا من أسماء أنبيائهم أسماء لدياناتهم الباطلة، يدعي كل منهم أنها تمثل ما كان عليه الأنبياء.

قال تعالى { كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } (البقرة 213)

... ولقد حذرنا من أن نحذو حذوهم فقال { ولا تكونوا من المشركين، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً، كل حزب بما لديهم فرحون } (الروم32)

(1) متفق عليه .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام