الصفحة 4 من 239

ونسأل أيضاً: ماذا كان دين أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام: هل كان يهودياً أم نصرانياً وقد جاء يهودا والمسيح من نسله فيما بعد! ولم تنزل التوراة والإنجيل إلا من بعده!

ولو قلنا إن أحد هاتين الديانتين هو دين الله فما حكم الذين ماتوا قبل المسيح ولم يعرفوا دين المسيحية؟ وما حكم الذين ماتوا قبل يهودا ولم يعرفوا اليهودية؟

وللإجابة على هذه الأسئلة التي تبدو محيرة نقول: ما من شك في أن الأنبياء كلهم كانوا خاضعين مستسلمين لأمر الله، وهذا ما يسمى بالعربية (إسلاماً) أي استسلاماً وخضوعاً، وبهذا نكون قد عرفنا ما هو الدين الذي تآخى فيه الأنبياء، إنه دين الإسلام.

فالإسلام لا يشتق اسمه من مخلوق، وليس هو اسماً أصلاً، إنما هو اسم دال عل صفة يتحلى بها من عمل بمقتضاها، فمن خضع لأمر الله واستسلم لأحكامه وأعلن طاعته المطلقة له وولاءه الكامل له فهو المسلم.

والله لا يجعل اسم دينه مشتقاً من أسماء البشر، أو موقوفاً على ولادتهم، لأنه دين البشر جميعاً من لدن آدم إلى آخر مؤمن على هذه الأرض.

... لقد أمر الله جميع عباده أنن يسلموا له فقال { وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون } (الزمر 54) وقال { ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفاً } (النساء 125) وقال { أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه ترجعون } (آل عمران 83)

لقد كان الأنبياء جميعهم أول المستسلمين الخاضعين لأمر الله، ولهذا جاء وصفهم في القرآن بأنهم مسلمون { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور، يحكم بها النببيون الذين أسلموا } (المائدة 44) { ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين } .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام