الصفحة 3 من 239

وبين هذه الأديان قواسم مشتركة: ونقاط افتراق واختلاف، فهي تتفق على الإقرار بأن الله هو الخالق الرازق المدبر لهذا الكون، وتختلف على تفاصيل هذا الإيمان وكيفيته، فمن موحد لا يعبد إلا الله ولا يرضى إتخاذ شركاء وأنداداً مع الله من أصنام وأبطال وقديسين، ومن مشرك لا يؤمن بالله إلا وتراه يخلط مع إيمانه شركاً ووثنية كما قال تعالى: { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون } (يوسف(106)

وليس من شك أن من بين هذه الأديان ديناً واحداً فقط ارتضاه الله لعباده لا يقبل دينا سواه، ولا تقبل الأعمال الحسنة والعبادات إلا من خلاله، يهدي الله إليه من يشاء من عباده ممن علم فيهم خيراً، ويضل عنه من شاء لكبرهم كما قال: { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق } وإعراضهم: إخلادهم إلى الدنيا وإعراضهم عن الآخرة.

والدنيا دين آخر ينضوي تحته كثيرون ينتمون انتماء تقليدياً إلى المسيحية والإسلام واليهودية في حين نجد اهتمامهم الكلي منصباً نحو الدنيا التي أشغلتهم عن الآخرة وعن الاستعداد لها وعن البحث عن الدين الحق، قال تعالى { كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور }

إننا نرى اسم كل دين مشتق من اسم مخلوق إلا الإسلام.

فالمسيحية مشتقة من اسم سيدنا المسيح عليه أفضل الصلاة والتسليم، ولكن: هل كان المسيح مسيحياً؟ بالطبع لا، لقد كان متبعاً للناموس (أي توراة موسى) واليهودية مشتقة من اسم يهوذا، ولكن ماذا كان دين يهوذا؟ هل كان يهوذا يهوديا؟ إننا نرى ولادة دين جديد مع ولادة المسيح ويهوذا، ولولاهم لما نشأ اسم لهاتين الديانتين!

والبوذية تشتق لها اسماً من بوذا ولكن هل كان بوذا بوذياً؟ وماذا كان اسم الدين في عهده؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام