إن هذه الأمة لن تنهض من كبوتها وغفلتها إلا بعد أن تعود إلى المصادر الأولى فتتلقى عقيدتها على نور الكتاب وما صح من السنة النبوية، من غير أن تحتاج إلى آراء أهل المنطق والكلام لتفهم عقيدتها من خلالهما، وقد كان لدخول المنطق والفلسفة أسوأ الأثر في هدم الدين وتحريف تعاليم الأنبياء، ومن هنا وقف الصحابة بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - من العلوم الدخيلة موقف الحذر أن يدخل شيء منها في الدين، ويفتتن بذلك المسلمون.
ذكر ابن خلدون أنه لم فتح المسلمون أرض فارس ودخلوها وجدوا فيها كتباً كثيرة، فكتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب ليستأذنه في شأنها وتنقيلها للمسلمين، فكتب إليه عمر أن اطرحوها في الماء، فإن يكن فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منها، وإن تكن ضلالاً فقد كفانا الله. فطرحوها في الماء - أو في النار - وذهبت علوم الفرس منها عن أن تصل المسلمين. [1]
فهكذا كانت غيرتهم على دين الله، وهكذا يجب على كل مسلم أن يعمل على حماية دين الله من مناهج الدخيلة التي استحسنها بعض المفتونين أو دسها بعض المغرضين، ولا مساومة على دين الله.
ـ إنه لا بد للأمة من تطهير تصوراتها الكلية، ومبادئها التوحيدية من أدران الانحراف وعوج المفاهيم التي اختلطت بها، ولقد صدق الإمام مالك حيث قال:» لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها«
الدين الصحيح والأديان الباطلة
الأديان كثيرة جداً، ينتمي إلى كل دين منها كمَ من الناس، بعضهم يبلغ مئات الملايين على أن الكثرة ليست دليلاً على الصحة، فإن البوذية دين وثني يستحوذ على مئات الملايين من البشر، وتليها من حيث العدد الديانة الهندوسية وهي وثنية أيضاً.
(1) مقدمة ابن خلدون480 دار القلم.