فقال: «عشرون» ، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس فقال: «ثلاثون» [1] ، فعلى قدر سلامك تكون حسناتك، بل حتى عند دخولك للبيت سلم، تتنزل البركة على بيتك فعن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا: «يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم فتكون بركة عليك وعلى أهل بيتك» [2] ، وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل: رجل خرج غازيًا في سبيل الله فهو ضامن على الله, يتوفاه فيدخله الجنة, أو يرده بما نال من أجر وغنيمة، ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله, يتوفاه فيدخله الجنة, أو يرده بما نال من أجر وغنيمة، ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل» [3] ، فقوله - صلى الله عليه وسلم: «من دخل بيته بسلام» ، أي: من إذا دخل بيته قال السلام عليكم، إن عاش كفاه الله عيشه وإن مات دخل الجنة، «ومن خرج في سبيل الله» قرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين إفشاء السلام في البيوت والجهاد في سبيل الله، فيدل هذا الحديث على عظم مرتبة السلام، والسلام أول أسباب التآلف والمودة وفي إفشاءه تكمن ألفة المسلمين بعضهم لبعض وإظهار شعائرهم المميزة لهم عن غيرهم
(1) رواه أبو داود (5195) ، وصححه الألباني.
(2) رواه الترمذي (2698) ، وضعفه الألباني.
(3) رواه أبو داود في سننه (2494) .