صفحة 37
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام رحمه الله:
الحمد لله الذي كَيَّفَ الكيف، وتنزَّه عن الكيفية، وأيَّن الأين وتعزَّز عن الأينيّة، ووُجد في كل شيء وتقدس عن الظرفية، وَحَضَرَ عند كل شيء وتعالى عن العِنديّة، وهو أول كل شيء وليس له أولية، وآخرُ كل شيء وليس له آخرية، إن قلتَ: أين؟ طالبتَه بالأينية، وإن قلتَ: كيف؟ فقد طالبتَه بالكيفية، وإن قلتَ: متى؟ فقد زاحمتَه بالوقتية، وإن قلت: ليس، فقد عطَّلته عن الكونية، وإن قلتَ: لو، فقد قابلته بِالنَّقْصِيَّةِ، وإن قلتَ: لِمَ؟ فقد عارضته في المَلَكوتية، لا يسبق بقبْلية ولا يَلحق ببعدية، ولا يُقاس بمِثلية، ولا يُقرن بشَكلية، ولا يُعاب بزَوجية، ولا يُوصف بجوهرية، ولا يُعرف بجسمية. لو كان سبحانه شبحاً لكان معروفَ الكمية، ولو كان جسماعً لكان مؤتَلِفَ البَنِيّة، بل هو واحدٌ رداً على الثّنَوِيّة، صَمَدٌ رداً على الوَثنية، لا مثل له طعناً على الحَشْوِيّة، لا كُفْءَ له رداً على مَنْ ألحد في الوصفية، لا يتحرك متحرِّكٌ بخيرٍ أو بِشَرٍّ في سر أو جهر في بر أو بحر إلا بإرادته وقدرته رداً على القَدَرِيّة، [1] خَلَقَ الخيرَ وارتضاه، وخلق