صفحة 22
لأجلها خُلِق الثقلان على ما فسر قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات: 56) ، أي ليعرفوني، قاله [6] ابنُ عباس ترجمان القرآن.
وقد سماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأس العلم حين سأله الأعرابي وقال له: (( علمني غرائب العلم يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ماذا علمت في رأس العلم؟ فقال الأعرابي: وما رأس العلم؟ قال عليه الصلاة والسلام: معرفة الله عز وجل ) ) [7] ، وذلك لأن شرف العلم بشرف المعلوم، والله تعالى لما كان أجل وأعظم من كل موجود، كان العلم به أجل العلوم وأهمها تحصيلاً وأحقها تعظيماً، لا مطمع في النجاة إلا بحصوله، ولا فوز بالدرجات إلا في وصوله.
وقد تفرقت الفرق فيه، لكن الفرقة الناجية منها التي أشار [إليها] [8] النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (( والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار [9] ، قيل يا رسول الله: من هم؟ قال: أهل السنة