الناس في بلدة (العُيَيْنة) : موطن الشيخ، يتركونه يزيل الأشجار، وقبة قبر (زيد بن الخطاب) بنفسه .. خوفاً من أن تصيبهم اللعنات المختلفة من كرامات هذه الأماكن وأصحابها.
ومضيت أقرأ ومع كل صفحة أشعر أنني أخلع من جدار الوهم في أعماقي حجراً ضخماً .. وحينما بلغت منتصف الكتاب كانت فجوةً كبيرةً داخلي قد انفتحت، وتسلل منها ومعها نور اليقين .. ولكن في زحمة الظلمة التي كانت تعشعش في داخلي .. كان الشعاع يُومض لحظة ويختفي لحظات .. !
* ... لقد استطاع (( الدكتور ) )أن ينتصر ... تركني أحارب نفسي بنفسي، بل جعلني أتابع مسيرة التوحيد مع شيخها محمد بن عبد الوهاب، وأشفق عليه من المؤامرات التي تحاك ضده، وحوله، وكيف أنه حينما أقام الحد على المرأة التي زنت في (العيينه) .. غضب حاكم (( الإحساء ) ) (سليمان بن محمد بن عبد العزيز الحميدي) ، واستشعر الخطر من الدعوة الجديدة وصاحبها ... فكتب إلى حاكم العيينه (( ابن معمر ) )يأمره بكتم أنفاسها، وقتل المنادي بها، والعودة فوراً إلى حظيرة الخرافات والخزعبلات.
ولما كان (( ابن معمر ) )قد ارتبط مع الشيخ في مصاهرة ... فقد زوجه ابنته ... فإنه تردد في قتله، ولكنه دعاه إلى اجتماع مغلق، وقرأ عليه رسالة حاكم (( الإحساء ) )ثم رسم اليأس كله على ملامحه، وقال له: إنه لا يستطيع أن يعصي أمراً لحاكم (( الإحساء ) )، لأنه لا قِبَل له به .... ولعلها لحظة يأس كشفت للشيخ عن عدم إيمان (( ابن معمر ) )... ولم تزد الشيخ إلا إصرارًا على عقيدته، وقوة توحيده .. فالحكام الطغاة لا يحاربون دائماً إلا داعية الحق .. وقبل الشيخ في غير عتاب أن يغادر (العيينة) .. مهاجراً في سبيل الله بتوحيده .. باحثاً عن أرض جديدة يزرعه فيها! ..
في الصباح استيقظتُ على ضجة في البيت غير عادية .. واعتدلت في فراشي،