ولا بد أن أصبر معه حتى يعود من غربته إلى بلده! ..
يقول الدكتور في كتابه (( مجدد القرن الثاني عشر الهجري شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب ) ).
وبعد هذا التطواف والتجوال هل وجد ضالته المنشودة .. ؟ لا، فإن العالم الإسلامي كله كان يعاني نوبات قاسية من الجهل والانحطاط والتأخر .. عاد الرجل إلى بلده يحمل بين جوانحه ألماً ممضّاً، لما أصاب المسلمين من انتكاس وتقهقر في كل مناحي حياتهم.
عاد إلى بلده وفي ذهنه فكرة تساوره بالليل والنهار.
لماذا لا يدعو الناس إلى الله؟
لماذا لا يذكرهم بهدي رسول الله .. ؟
لماذا ... لماذا ...
إذًا، فهذه العقيدة التي يريدها (( الدكتور ) )لم تأت من فراغ ... فمنذ القرن الثاني عشر الهجري ... والإمام محمد بن عبد الوهاب ... يُفكّر، ويقدّم؛ لكي يهدم صروح الأضرحة، ويحطّم شبح الخرافات، ويُطارد المشعوذين الذين لطخوا وجه الشريعة السمحاء ... بخزعبلاتهم التي اكتسبت مع الأيام قداسة، تخلع قلوب المؤمنين ... إذا فكروا في إزالتهاوفي ذلك يقول الكاتب: (( ماذا كان وقْع هذه الأعمال على نفوس القوم .. ) ).
ويجيب المؤرخون على ما يرويه الأستاذ أحمد حسين في كتابه (( مشاهداتي في جزيرة العرب ) ) (( إن القوم لم يقبلوا مشاركة الرجل فيما قام به من قطع الأشجار، وهدم القباب، بل تركوا له وحده أن يقوم بهذا العمل، حتى إذا ما كان هناك شر أصابه وحده .. ! ) ).
هل يكون ما يزلزل كياني الآن هو الخوف الذي ورثته .. ؟ وهو نفس الذي جعل