فهرس الكتاب
  • 📄
الصفحة 7 من 9

لذلك فإن جميع ما ورد من جمع لأسماء الله الحسنى إنما هو من اجتهاد أهلا العلم من خلال استقرائهم للنصوص. وقد اختلف العد للأسماء الحسنى بين جمع وآخر ويندر أن تجد اتفاقًا كليًا بين جمعين لأن الاستقرار قد يختلف من شخص لأخر وكذلك الضابط في تعيين ما ينطبق عليه شرط الاسم قد يختلف. فهناك من يتوسع وهناك من يتقيد بشروط معينة بحسب ما وصل إليه اجتهاد كل واحد منهم.

فالقواعد والشروط التي سبق ذكرها لجمع أسماء الله الحسنى وإحصائها لم يتفق عليها كلها كل أهل العلم، بل أجمعوا على بعضها وتجاوز بعضهم عن بعض هذه الشروط . فمنهم من اقتصر في جمعه على ما ورد في صورة الاسم فقط وأسقط ما يمكن اعتباره بالاشتقاق أو بالإضافة مثل ابن حزم -رحمه الله-.

ومنهم: من توسع فاعتبر المطلق والمشتق والمضاف من الأسماء ولا يفرقون بين صفة وصفة أو بين فعل وفعل.

ومنهم: من توسط فاعتبر مع المطلق من الأسماء المشتق والمضاف ولكنه فرق بين ما يصح إطلاقه من الصفات والأفعال وبين ما لا يصح .

والأمر في النهاية يعود إلى الاجتهاد، إذ لا يوجد نص توقيفي يحصر الأسماء الحسنى كما سبق بيانه .

وقد اجتهد هؤلاء العلماء في جمع أسماء الله الحسنى وإحصائها طمعًا في وعد الله -عز وجل- الذي جاء في حديث أبي هريرة عند الشيخين: (إنَّ لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة) .

فكل حاول جمع هذه التسعة والتسعين ليحفظها ويحث على حفظها وإحصائها بمعنى الدعاء بها بعد أن يستوفيها حفظا.

ومنهم من اقتصر على التسعة وتسعين اسمًا في جمعه ومنهم مَن زاد على ذلك لتوسعه في ضبط الأسماء ومنهم من جمع أقل من التسعة وتسعين كابن حزم لتقيده بالأسماء المطلق فقط دون اعتبار الاستقامة والإضافة كما سبق بيانه.

وممن اجتهد في جمع أسماء الله الحسنى:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام