فهرس الكتاب
  • 📄
الصفحة 5 من 9

5-أن يكون الوصف الذي دل عليه الاسم غاية في الجمال والكمال

قال ابن القيم -رحمه الله-: إنَّ الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه بل يطلق عليه منها كمالها، ولذلك لم يسم ربنا -سبحانه وتعالى- بالمتكلم والمريد من صفتي الكلام والإرادة لأنهما صفتان فيهما محمود ومذموم، فالمتكلم قد يتكلم بصدق وعدل، وقد يتكلم بظلم وكذب، والمريد قد يريد خيرًا يحمد عليه، وقد يريد شرًا يذم عليه.

قال الشيخ حافظ حكمي: اعلم أنه قد ورد في القرآن أفعال أطلقها الله -عز وجل- على نفسه على سبيل الجزاء والعدل والمقابلة، كقوله -تعالى-: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء:142] وقوله -تعالى-: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ} [الأنفال:30] ، وقوله -تعالى-: {نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة:67] ، قال: فلا يجوز أن يطلق على الله -تعالى- مخادع، ماكر، ناسٍ، مستهزئ، ونحو ذلك ممَّا يتعالى- الله عنه، ولا يقال: الله يستهزئ ويخادع ويمكر وينسى على سبيل الإطلاق -تعالى- الله عن ذلك علوًا كبيرًا.

6-أسماء الله الحسنى غير محصورة بعدد معين: وذلك لما ورد في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ... ) [رواه أحمد وابن حبان والحاكم وصححه الألباني] . وما استأثر الله -عز وجل- به في علم الغيب لا يمكن لأحد أن يحصره أو أن يحيط به.

وأمَّا قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ لله تسعة وتسعين اسمًا مائةً إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة...) [متفق عليه عن أبي هريرة] .

فلا يدل الحديث على حصر الأسماء بهذا العدد ـ ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة / إن أسماء الله تسعة وتسعون اسمًا من أحصاها دخل الجنة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام