وأصله الإله كما هو قول سيبويه وجمهور أصحابه إلا من شذ منهم, فحذفت الهمزة وأدغمت اللام باللام فيقيل الله. وعناه ذو الإلوهية والعبودية على خلقه أجمعين, قال بعض العلماء: إنه الاسم الأعظم.
وعندنا (الله, رب) إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا. وهنا قيل (الله) فيكون معناها ذو الأولهية والربوبية, وإذا قيل (الحمد لله رب العالمين) فالله أي ذو الإلوهية, ورب أي ذو الربوبية.
(واتبع الهدى) : الهدى لغة الرشاد والدلالة.
اصطلاحاً: المقصود بالهدى أي الذي جاء به النبي.
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه بدائع الفؤائد أن الهداية أربعة أنواع:
1)الهداية العامة المشتركة بين الخلق المذكورة في قوله تعالى { الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (1) } أي أعطى كل شيء صورته التي لا يشتبه فيها بغيره, وأعطى كل عضو شكله وهيئته, وأعطى كل موجود خلقه المختص به ثم هداه لما خلقه من الأعمال.
2)هداية البيان والدالة والتعريف لنجدي الخير والشر وطريقي النجاة والهلاك كما قال تعالى { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (2) } . وهذه الهداية لا تستلزم الهدي التام فإنها سبب وشرط لا موجب ولهذا ينتفي الهدى معها كقوله تعالى { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى (3) } أي بينا لهم وأرشدناهم ودللناهم فلم يهتدوا ومنها قوله تعالى { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) } وهذه تنكرها المعتزلة, فعندهم يلزم من الهداية الهدى فلا هداية عندهم إن لم تكن موصلة.
(1) طه: من الآية50)
(2) البلد:10)
(3) فصلت: من الآية17)
(4) الشورى: من الآية52)