ولا تُكْفِّرَنَّ أهْلَ الصَّلاةِ وإِنْ عَصَوا ... فكلُّهُمُ يَعْصِي وذُو العَرشِ يَصْفَحُ
ولا تَعتقِدْ رَأيَ الخَوارجِ إنَّهُ ... مَقَالٌ لِمَنْ يهواهُ يُرْدِي ويَفْضَحُ
ولا تَكُ مُرْجِيًّا لَعُوبًا بِدِينِهِ ... ألا إنَّمَا المُرْجيُّ بالدِّينِ يَمْزَحُ
وقُلْ إنَّما الإيمانُ قَوْلٌ ونيَّةٌ ... وِفعْلٌ عَلَى قَولِ النبيِّ مُصَرَّحُ
ويَنْقُصُ طَوْرًا بالمعَاصِي وَتَارةً ... بطَاعَتِهِ يَنْمِي وفي الوَزنِ يَرْجَحُ
وَدَعْ عنكَ آراءَ الرِّجالِ وَقولَهُم ... فَقْولُ رَسُولِ اللهِ أَزكى وَأَشْرَحُ
وَلا تَكُ مِن قوْمٍ تَلَهَّوْ بِدِينِهِم ... فَتَطْعنَ في أَهَلِ الحَدَيثِ وتَقْدَحُ
إذا مَا اعتقدْتَ الدَّهْرَ يا صَاحِ هذِه ... فَأَنْتَ عَلى خَيْرٍ تَبِيتُ وتُصْبِحُ
ترجمة الناظم:
هو الحافظ المتقن العلامة قدوة المحدثين وعمدة المدققين الحافظ أبو بكر عبدالله بن الحافظ الكبير الإمام سليمان بين الأشعث السجستاني صاحب التصانيف المفيدة والفؤائد المجيدة.
ولد سنة 230هـ وتوفي سنة 316هـ , وهو ابن ست وثمانين سنة وستة أشهر وأيام. نشأ في بيت علم, فوالده هو أبي داود صاحب سنن أبي داود. رحل أبو بكر وسمع وبرع وساد الأقران, رحل به أبوه من سجستان فطوّف به شرقاً وغرباً وأسمعه من علماء ذلك الوقت, فسمع بخراسان والجبال واصبهان, وفارس والبصرة, وبغداد والكوفة, والمدينة ومكة والشام ومصر, والجزيرة. واستوطن بغداد, وصنف المسند, والسنن, والتفسير, والقراءات, والناسخ والمنسوخ وغير ذلك.