على كلٍ هو عرف باسم الكَلْوذاني بفتح الكاف، وهكذا عرف بين علماء الحنابلة.
-منزلته بين العلماء:
وهو من أكابر علماء الحنابلة، وعلماء الحنابلة يرجعون إلى القاضي أبي يعلى، وهو من أكابر علماء مذهب الإمام أحمد، ومعلوم أن الإمام أحمد لم يكن يقرر الفقه كمسائل, إنما نقل أصحابه فتاواه، فكانوا يسمعون منه الفتوى في مسألة فيكتبونها أو يحفظونها، وكان ينهى عن تدوين الفقه، ويوصي الناس بالعناية بالحديث والسنة والأثر.
فجاء من بعده فجمع فتاواه على شكل مسائل، ثم هذبها بعد ذلك أصحابه، وكان ممن قعد مذهب الإمام أحمد أصولاً وفروعاً القاضي أبو يعلى، وكان لأبي يعلى تلميذان مشهوران أخذا عنه العلم واشتهرا جداً حتى أن أي مسألة -في الغالب- في مسائل الأصول فيها خلاف تجد أن هذا الخلاف راجع لإختلاف هذين العالمين، الأول هو أبو الخطاب الكلوذاني صاحب هذه المنظومة, الثاني هو ابن عقيل الحنبلي.
-مولده ومشايخه:
وأبو الخطاب ولد عام (432هـ) وأخذ العلم عن أبي يعلى، وبعد أن برز أبو الخطاب تتلمذ عليه عبد القادر الجيلاني، الزاهد المعروف، الذي نسج حوله الصوفية خزعبلاتهم الكثيرة، وإلا فعبد القادر الجيلاني من علماء الحنابلة، وممن سار على طريقتهم في الغالب، وله كتاب اسمه (الغنية) في مذهب الإمام أحمد، وعبد القادر الجيلاني من شيوخ ابن قدامة المقدسي العالم المعروف صاحب كتاب المغني وغيره.
-مؤلفاته:
ومن مؤلفات أبي الخطاب كتابه: (الهداية) في الفقه وهو مطبوع، وكتاب: (الانتصار في المسائل الكبار) ، و (التهذيب في الفرائض) وهو أيضاً مطبوع.
وتوفي سنة (510هـ) .
-التعريف بالمنظومة الدالية ومميزاتها:
في هذه المنظومة يتكلم عن مسائل الاعتقاد. ومن قرأ هذه المنظومة وجد أنها تمتاز بعدة أمور:
1 -أن أبياتها قصيرة معدودة، يسهل حفظها ودراستها في مدة قصيرة.
2 -أنه جمع فيها أهم مسائل الاعتقاد، ولا يذكر المسألة مجردة، بل يذكر المسألة ويشير إلى الدليل أو التعليل فيها، وكلما ذكر مسألة -في الغالب- وذكر ما يعتقده فيها