الصفحة 78 من 146

ركنين و كل الإسلام كما قلت لكم يرجع إلى الركنين لأن الإسلام إما إيجاب أو عدم أي سلب، فالإيجاب راجع للإيجاب فيها و السلب راجع للسلب فيها، فمثلاً الأمر بالخير، و فعل الندى، و الأمر بالبر، و أداء الصلوات كلها راجعة و الولاء راجع إلى (إلا الله) و النهي عن المنكر و الجهاد و الحدود و التعزيرات و البراء من المشركين كلها راجع إلى (لا إله) إلى السلب فيها فالإسلام راجع إلى هذه الكلمة العظيمة و لذلك كل الدين راجع إلى لا إله إلا الله كله يرجع إلى هذه الكلمة العظيمة حتى شهادة الرسالة إذا تأملت رجعت إليها لأنها فرع لها و كل القرآن في التوحيد كما ذكر أهل العلم و ينبغي أن يُعلم أن التوحيد مستفاد فيها من النفي و الإثبات لا إله إلا الله كما ذكرت قبل ذلك لأنها ذات ركنين لا إله إلا الله تخلية ثم تحلية تجريد ثم تفريد تفريغ ثم ملء لا إله إلا الله كفر بالطاغوت و إيمان بالله (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ) ، (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) كلها ترجع إلى النفي و الإثبات قالوا: و تحصيل التوحيد من النفي و الإثبات أبلغ من مجرد الإثبات أيهما أبلغ أن تقول لا إله إلا الله أو تقول الله إله؟ لا إله إلا الله لأنك لو قلت الله إله قد يقول قائل: هل معه إله آخر معاذ الله، لكن لو قلت لا إله إلا الله خلاص انقطع هذا الاحتمال واضح وإلا لا؟ و لهذا لما قال الله عز و جل: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) ماذا قال؟ (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) لم يكتفِِ بهذا، و لهذا لما قال الله عز و جل: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) لأننا قلنا لا معبود بحق إلا الله أما المعبودات الأخرى فهل هي بحق أو بغير حق لأنها هل لها شيء من أفعال الربوبية؟ لا، هل تخلق؟ هل ترزق؟ هل تُوجد؟ هل تميت؟ لا (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ) كما قال: (وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا(3 ) ) طيب إذا كانت مفرغة من أفعال الإله هذه المعبودات التي يُتوجه إليها مهما كانت إذا كانت لا تملك شيئاً من أفعال الإله فماذا يكون لها من الألوهية مجرد ايش، إذا كانت ما عندها شيء من خصائص الإله أبداً فقط مجرد الاسم و لهذا قال عز و جل: (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ) لكن هل لها حقائق؟ لا، لا ترزق و لا تحيي و لا تميت.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام